الأحباس بكل بلد، جاء وزير الأحباس المشار له لاختبار الأحوال بالزاوية وتعاهد الشئون، وذلك يوم الخميس فاتح صفر عام أربعة وثلاثين وثلاثمائة وألف، وحين شاهد حالة الخبز والكسكوسون الموصوفة أنكر ذلك وأباه، وأمر في الحين بأن يكون يشترى ذلك صافيا من السوق وتكون الخبزة لا تنقص عن السوقية، كما أمر باشتراء قدر معين لها من اللحم وتوابعه كل يوم ليطبخ مع الكسكوسون، وقد كان اللحم قبل ذلك لا يشترى لها إلا يوم السبت الذي يعمر فيه السوق هنالك، فكان ذلك من أعظم حسناته، وإنما فسد ما فسد بإهمال الولاة، وتقاعسهم عن القيام بمثل هذه النهضات، ألهمنا الله وإياهم الرشد في الحال والآت.
ودار الأضياف المشار لها هي الواقعة في أسراك وهي الأولى عن يسار الداخل للحرم الإدريسي من باب المعراض الشهير، وتلك الدار عبارة عن مربع محيط بمباحات أربع محتو على عدة بيوت وكنيف حافل.
ومن تأسيسات الأمير الفخيم الليث الهصور مولانا اليزيد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل الزيادة الواقعة في الجهة الغربية من المسجد الإدريسي، يفصل بينها وبين المسجد القديم الصحن، وذلك عام أربعة ومائتين وألف، ويدل له ما هو منقوش في خشب بباب المسجد المذكور ودونك لفظه:
يا سائلا عمن بنى طلعتي ... ومن لدين الله شكلي يشيد
أنشأني المولى الملك الرضى ... محمد المهدي الإمام اليزيد
أعطاه مولانا جميع المنى ... وزاده نصرا وفتحا يزيد
ونشأتي من رام تاريخها ... فإنني (رشد) أراه يزيد
أشار بلفظ رشد للتاريخ المذكور، ويدل له أيضا اختلاف البناء القديم مع الزيادة في الشكل.