ولا يخفى ما في هذه القصيدة من التغالي الذي لا يكاد يخلو منه مديح في الغالب.

وبني قبة ضريح سيدي سعيد أبي عثمان.

وأسس مدرسة الشاوية وهي الواقعة أمام الداخل من المدينة لباب منصور العلج شرقا أحد أبواب القصبة الشهير، وهي المجاورة للباب المحدث لقصر الستينية المار الوصف، وبهذه المدرسة قرأت القرآن العظيم، وبها قرأه آباؤنا وأسلافنا الكرام برد الله ثراهم، ولقد تخرج بها من حملته منهم ما يناهز الألف، ومنا منهم إلا من له الخط الرائق الفائق، ولا زالت هذه المدرسة إلى حد الآن مكتبا لتعليم الصبيان ومسجدا لعبادة الرحمن، وقد كان الدهر أخنى عليها وبقيت في زوايا الإهمال دهرا طويلا إلى أن خرت سقوف صفوفها، واغتصب محرابها، ولعبت بجدراتها أيدي البلى، ونبتت بأرضها الكروم، وعششت بها البوم، وتكاثرت أنواع الطيور، وأخيرم صارت مقبرة معدة للدفن، وفي هذه الأزمنة الحاضرة أصلح ما يواجه الداخل منها.

وقد كان أول من انتدب لإصلاحه والدي قدس الله ثراه، فابتدأ مباشرة ذلك من ماله الخالص له ثم بعده أتم جانب الحبس ما كان ابتدأه من الإصلاح وبقي ما وراء ذلك وهو معظم المدرسة على ما وصفناه من الخراب والإهمال، مع توفر مادة الأحباس، إذ للمسجد الأعظم وما أضيف إليه من المساجد التي من جملتها المدرسة التي كلامنا فيها بالعاصمة المكناسية من الرباع ما بين دور ودكاكين وإصطبلات ومعاصر وديار الصابون وطرازات وحمامات ما قوم ثمن رقبته في أوائل رجب الفرد الحرام عام ألف وثلاثمائة وواحد وثلاثين بمائة ألف ريال وتسعة وأربعين ألف ريال ومائتى ريال وأربعين ريالا ونصف ريال.

وفي منفعته ثلاثة عشر ألف بليون ومائة وثمانية وخمسون بليونا، وفي مدخوله الشهري ثلاث وثلاثون مائة مثقال وستون مثقالا، وثلاث أواق ونصف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015