وفى الدر المنتخب نقلاً عن صاحب نشر المثانى: أن السلطان -يعني المترجم- نادى بالوعيد الشديد لمن أتى بالميرة لفاس، وبقوا في الحصار إلى مهل ربيع الأول، فأرسل السلطان القائد مسعود الروسى والياعلى فاس لما شاع عنهم أنهم إنَّما كرهوا محمد بن على المذكور، وأمَّا غيره فهم راضون به أيا كان، ففرح عامة النَّاس بدخوله لخمود الفتنة، وإطفاء نارا الغلاء، فدخل الروسى دار أخيه بعدوة الأندلس من فاس، وجعل النَّاس يأتون للسلام عليه وكثر علبه الازدحام وهو داهش لا يدرى ما يحل به، ثم دخل عليه من جرى في الفتن فقتلوا بعض أصحابه بين يديه، وخرج هو فاراً لدور بعض الأشراف محترما ومحتفيا.

فلما كان الليل اجتمعوا على قتله أخذا بثأر أخيهم بوده إذ كان قتله في زمن ولايته لمولاى على، فأخرجوه من المحل الذي كان به وقتلوه، وأصبحوا على أشد ما يكون في حصارهم، وغلا الزرع وكان به نحو ثمان موزونات للصاع النبوى، وقل الإدام، وانقطع اللحم واستمروا على حصارهم ومكث أهل فاس على نصر مولاى عبد الله والخطبة به على المنابر هـ.

وفيه أيضاً نقلاً عن صاحب النشر وغيره قائلاً ما لفظه ومن كلامه الممزوج بكلام غيره: وفى عاشر ربيع الأول تولى عبد الخالق الزيتونى أمر فاس بإجماع أهلها، وجعل ينظر في مصالح المسلمين من إصلاح الأسوار وغيرها، وفى السادس عشر قبض الودايا ثلاثة من أهل فاس وطوفوهم بفاس الجديد وقتلوهم، وقتل أهل فاس الهزاز، وابن حمو.

وفى يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الثَّاني اختلفت كلمة اللمطيين والأندلسيين في ذكر السلطان مولاى عبد الله على المنبر في الخطبة، فأراد الأندلسيون ذكره، وامتنع اللمطيون، وصليت الجمعة بذكره في مسجد الأندلس والطالعة، وترك خطيب باب الجيسة ذكره، وكذلك نائب خطيب القرويين، لأنَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015