وقوله في حالة سجنه، وفقدان أمنه، يتضرع للسلطان في إقالة عثرته، واستنقاذه من نكبته:
الحلم شيمة أهل البيت والكرم ... والصفح والعفو والإغضاء شأنهم
والرفق ينشأ منهم والحنانة مع ... لطف وعطف فمهما استرحموا رحموا
حسن الوفاء وحسن العهد شأنهم ... طول الدوام ومنهم تحفظ الذمم
لا يؤيسنك من غير عقابهم ... فبعد رعد وبرق تسكب الديم
خلائق ورثوها عن أب فأب ... قد سنها خير خلق الله جدهم
أقررت بالذنب والغفران يشملنى ... وجئتهم تائبا والفضل فضلهم
وقد جعلت شفيع الخلق كلهم ... وسيلتى أرتجى الغفران عندهم
يا سيدى عابد الرحمن عفوك عن ... عبد مسئ بحلم منك يعتصم
قد تاب توبة صدق من جنايته ... وعندك الحلم والإغضاء والكرم
عامله لله وأعتقه ورق له ... فقد أضر به التعذيب والعدم
قد عم حلمك كل الناس من كرم ... فكيف يخرج عنه مفرد علم
لا زال ملكك في عز وفى شرف ... والفتح والنصر والعليا لكم خدم
بجاه جدك خَير الخلق قاطبة ... صلى عليه إلهى ما بدا كرم
والآل والصحب ما هبت بجاهم ... نسائم اللطف للقصاد فاغتنموا
وما سرى فرج للمستجير بهم ... وجاء العفو والتسريح والنعم
وقال وهو بحال الاعتقال، وكان الحكيم محمد يفرح رحمه الله رمز له بمقال، وأوضح له لغز فال، فكتب له يستدعيه، كى يستفيد منه ما يعيه: