ولم تكن الخيانة من فعالى ... ولست بناشئ في الخائنينا
ولكن ضاق بى الأعداء ذرعا ... فابدوا من مكايدهم فنونا
فلولا حلمك البادى علينا ... لكنت بمكرهم في الهالكينا
فديتك إن غدوت بعيد دار ... فلا تسمع كلام العار فينا
فشيمتك الكريمة ذاك تأبى ... وتأباه قلوب العارفينا
وحسن الظن خلقك قد عهدنا ... فعاملنا بذلك ما حيينا
فرجع حسن ظنك بى فإنى ... على حسن المذاهب ما بقينا
وتعلم حالتى وصلاح أمرى ... وحسن تقدمى في الناصحينا
فما بدلت بعد البعد حالا ... عرفت ولا رضيت سواها دينا
أنا الياقوت في طبع ونفع ... يزيد علا بنار الموقدينا
وإنى إن عدت عنكم عواد ... لملتزم لحضرتك الحنينا
وأسأل ربنا في كل وقت ... يكن لك فهوض خير الناصرينا
بجدك سيد الأوان طه ... محمدنا شفيع المذنبينا
عليه صلاة ربك مع سلام ... وآل والصحابة أجمعينا
وقوله مخاطبا الأمير المذكور وقد بلغه أن أعداءه نسبوا له عنده الخوض مع خاض من أهل فاس في الفساد عند خروج الوداية، وتجردهم للفحش والإذاية، وكان السلطان يعرف براءته ودينه، ويورده من حسن الوداد معينه:
مولاى إنى بعهد ودك واثق ... إذا أنت بالحال الخفى عليم
قد أكثر الواشون من بهتانهم ... والزور في خلق الورى معلوم