وإن البغى مرتعه وخيم ... عقوبته معجلة يقينا
فهم أهل الردى إن لم يتوبوا ... ولم يأتوا لحكمك طائعينا
وأنتم أهل مكرمة وحلم ... وعفو عن جميع المذنبينا
يزيد الله أهل العفو عزا ... كما بحديث خير المرسلينا
أمير المؤمنين إليك أشكو ... أمورا خلفت قلبى حزينا
وأكبرها صدودك لا لشئ ... سوى زور الوشاة الحاسدينا
وإهمال الخديم وذاك عار ... على أهل الوفاء الأكرمينا
فلا كتب تسر ولا سلام ... به يحيى المشوق إليك حينا
وإصغاء السماع إلى أعاد ... حسبتهم لملكك ناصيحينا
وقد أشفوا صدورهم وأضحوا ... بنا بين البرية سامتينا
وكم قاسيت بعدك من أمور ... يكاد الصخر منها أن يلينا
بكيت لها دموع دم ولما ... أجد بين البرية راحمينا
وضاقت هذه الأرضون عنى ... لزور الممترين المفترينا
فلو كان الممات يباع يوما ... لكنت لكأسه في الشاربينا
ولكنى سأسال عفو ربى ... فإن الله خير الراحمينا
وأرجو الحق يبدى الحق حتى ... يريك الأصدقاء والكاذبينا
فإن الله لا يخفاه شئ ... وليس يضيع صدق الصادقينا
وهل يخفاكم أمرى وأَنى ... خدمت جنابكم تسعا سنينا
وأَفنيت الشبيبة في رضاكم ... ولم أمدد لغيركم عيونا