انتقال أهل المنزل والناد، ثم عدت إلى مدينة مكناسة فأقمت بها بين أهلى وعشيرتى زمانا انتهى.
ولقد أنفق عمره في طلب العلم والعكوف على نشره وتقييد شوارده.
ولى خطابة مكناسة الزيتون وتصدر للتدريس بجامعها الأعظم، ثم خطبة فاس الجديد لما نفى من بلده مكناسة على عهد محمد بن أبى زكرياء الوطاسى، قال في درة الحجال في ترجمة محمد بن يوسف التلافى: حدثنى أن ابن غازى لما نفى من مكناسة نفاه محمد بن أبى زكرياء بن يحيى بن عمر الوطاسى الملقب بالحلو لقيه بباب مكناسة وهو خارج منها قاصدا المشرق، أعنى كان في ظنه ذلك، ثم حبسه أهل فاس عندهم فقال له يوصيه: يا محمد عليك بالقراءة فمن بركتها بلغت هذا المنصب، وهذه الخطة -يعنى خطة الجلوس لحراسة الأبواب- فكان ابن غازى يسلى نفسه بعد ذلك بقوله، وكان أمير فاس يومئذ محمد بن أبي زكرياء (?) انتهى.
ثم لما انتقل لفاس واستوطنها رشح لخطبة فاس الجديد، ثم للخطابة والإمامة بجامع القرويين والتدريس، ولم يكن في عصره أخطب منه، وكان يسمع في كل رمضان صحيح الإمام البخارى، رحل الناس للأخذ عنه وتنافسوا فيه، وتخرج عليه عامة طلبة فاس وغيرها، وكان شيخ الجماعة بها، وبالجملة فقد فاق أهل زمانه وتبرز عليهم في سائر الفنون، وهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين.
جاهد بنفسه وحضر فيه مواقف عديدة، ورابط فيه مرات كثيرة، وخرج في آخر عمره لقصر كتامة للحراسة فمرض ورجع لفاس فاستمر به إلى أن توفى.
وفى بذل المناصحة، في فعل المصافحة، لأبى العباس أحمد بن على البوسعيدى أن المترجم كان متخذا من يبحث له عن الأخبار الرائجة ويأتيه بها