مشيخته: أخذ عن أبي عبد الله محمد الوقاد حسبما أفصح بذلك هو نفسه في فتواه بالموافقة على جوار اعتمار الممنون عليهم بالإسلام من الذميين بأسواق المسلمين، وهي من جملة مشمولات نصيحة المغترين وكفاية المضطرين في التفريق بين المسلمين بما لم ينزله رب العالمين، ولا أخبر به الصادق الأمين، ولا ثبت عن الخلفاء المهتدين.
وأخذ عن أبي حفص عمر بن نور الدين أبي الحسن على بن علم الدين الربيع سليمان الجزائرى مسكنا التونسى موطنا وألبسه الخرقة، وذلك يوم الأربعاء ثامن عشر حجة الحرام سنة اثنتين وتسعمائة، وقد لبسها هو من يد شيخه أبي إسحاق إبراهيم التازى عن المراغى بسنده الشهير كما ذلك بفهرسة المترجم، وصافحه وشابكه وأضافه بالأسودين، وسمع منه حديث الرحمة وهو أول حديث سمعه منه وأجازه، بجميع ما ذكر، وأبو حفص هذا يروى عن التازى المذكور عن الزواوى بأسانيده.
وأخذ أيضًا عن الحافظ فخر الدين عثمان الديمى المصري بمنزله بالديار المصرية وأجازه بالكتب الستة، وموطأ إمام دار الهجرة إمامنا مالك بن أنس رضى الله عنه.
وعثمان هذا يروى صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن عز الدين عبد الرحيم ابن محمد بن الفرات، وصحيح البخاري عن أبي إسحاق إبراهيم بن صدقة الصالحى الحنبلى، ويروى موطأ مالك برواية يحيى بن يحيى وسنن الترمذي وشمائله وسنن النسائي، وسق أبي داود قراءة وسماع قراءة لبعضه عن الشيخ عز الدين المذكور حسبما وقفت على ذلك في إجازات شيوخه له بخطوطهم رحم الله الجميع بمنه.