الوضوء، ثم بقية الوزراء أفرادا، ثم أمين الداخل، وأمين الصائر، وعند الزوال ينهض متوهجا نحو المسجد لأداء فريضة الظهر.
ومن العوائد التي لا تتخلف اتخاذ مسجد للسفر تقام فيه الصلوات الخمس جماعة، ثم إذا فرغ السلطان من الصلاة يتوجه لإدارة الشئون واستقبال الوزراء طبق ما شرحنا، فإذا حان وقت المغرب وأدى فريضتها بالمسجد يتوجه لفسطاطه الكريم فيتناول العشاء، ثم إذا أذن المؤذن العشاء خرج لصلاتها بغير الهيئة الرسمية التي يخرج بها نهارا وكذلك لصلاة الصبح.
ومن العوائد المقررة في سائر أسفار السلطان إتيان الطبالين بطبولهم ومزاميرهم والموسيقى والمغنيين أصحاب الملحون كل يوم بعد صلاة العشاء لباب الفسطاط السلطانى فيضرب كل من المذكورين برهة من الزمان، ثم يعقبه الآخر ويدوم ذلك مدة من الزمان ثم ينصرفون.
وأما باقى أصحاب المحلة وفرقها فكل يعمل على شاكلته، فمن قال ومن ذاكر ومن متبتل ومن مغن ومن ومن إلى انشقاق الفجر أو ما يقرب منه، كما أن العادة جارية بضرب الطبول والمزامير والموسيقى والدفوف خلف موكب السلطان كل صباح عندما يظعن ويدوم ذلك نحو الساعة.
كيفية تموين المحلة الشريفة
عندما تنزل المحلة يأذن قائد المشور أعوانه بالتوجه مع الحمارين وأصحاب الماء ليستقوا ويأتوا بالكلأ للبهائم والحطب للإيقاد، فإذا انتصف النهار يأتى أهل تلك القبيلة بعدد وافر من الشعير والدقيق والسمن ورءوس الضأن، وعدد وافر من الدجاج ويقفون خارج المحلة حتَّى يستأذن عليهم قائد المشور، فيوجه من قبله مكلفًا بتقييد فيه بيان كيفية تفريق ذلك حسب العادة المقررة فيه، أولا الكشينة