حينما يقود أعمال العنف والقمع والإبادة التي يفعلها يسميها حربا ضد الإرهاب، مع أنه يعلم كم سعت بلاده في صناعة الإرهاب، وبصماتهم في فيتنام وبغداد وأفغانستان لا تزال قابعة بآثارها القذرة. ولعل ما يقوله "بوش" الابن معلنًا أن حربه في أفغانستان حرب صليبية بدون صليب، بل ربما بهلال يدل على مدى خبث الأصولية التي انطوى عليها قلبه، ويعمل من أجلها، ولكن من شابه أباه فما ظلم، فـ "بوش" الابن كان واحدًا من أفراد البيت الأصولي، الذي كان يقول عنه "بوش" الأب: "إن جدهم كان قسيسًا وأنهم كانوا يقرءون الكتاب المقدس كل يوم".
لعله لا يخفى على أحد تزعم أمريكا للأصولية الإنجيلية في شتى مجالاتها، فهي التي تحتضن أهم قيادة دينية في العالم النصراني، ذلك هو مجلس الكنائس العالمي، مما يجعل لها قيادة روحية لا تقل قداسة عن التي لبابا الفاتيكان في روما.
ولعل ذكر بعض الإحصائيات يرسم -بصورة أكثر وضوحًا- مدى تغلغل الأصولية النصرانية في المجتمع الأمريكي، فيذكر معهد "جالوب" المتخصص في الإحصاءات أن أكثر من 94% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون بالله، بالطبع على عقيدتهم، وأن 71% من سكانها يؤمنون بالبعث بعد الموت على العقيدة الإنجيلية، وتقول أيضًا بعض الإحصائيات أن عدد أعضاء الجسم الكنسي في الولايات المتحدة سنة 1970 كان 131 مليونًا من الأمريكان، وجميعهم ينتمون إلى الكنائس.