يخضع لنا الجميع بفضل الذهب الذي احتكرناه. ويقولون: إننا الآن بفضل وسائلنا الخفية في وضع منيع، بحيث إذا هاجمتنا دولة نهضت أخرى للدفاع عنا. ويقولون: إن كلمة الحرية تدفع الجماهير إلى الصراع مع الله ومقاومة سنته، فلنشعلها هي وأمثالها إلى أن تصبح السلطة في أيدينا.

ويقولون: لا بد لنا أن نتبع كل الوسائل التي تتولى نقل أموال الأمميين من خزائهم إلى صنادقينا، ويقولون: سنعمل على إنشاء مجتمعات منحلة مجردة من الإنسانية والأخلاق، متحجرة المشاعر ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة؛ ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملذات المادية، وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة فيقعون تحت أيدينا صاغرين. ويقولون: سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى نسيطر على جميع الوظائف تكون السياسة بأيدي رعايانا، وبذلك نستطيع في كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين، ويقولون: يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة، ونعود الناس على البذخ والترف والانحلال، ونعمل على رفع الأجور، وتيسير القروض، ومضاعفة فوائدها عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا.

ويقولون: سنولي عناية كبيرة بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم، ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة، ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها، والوعود الكاذبة؛ فلا بد أن نكون هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التي تغدق الوعود، ولا بد أن نبث في الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة، وخير لهم أن يدعو السياسة لأهلها، ويقولون: سنكثر من إشاعة المتناقضات، ونلهب الشهوات، ونؤجج العواط، ويقولون: سنستعين بالانقلابات والثورات كلما رأينا فائدة لذلك إلى غير ذلك من أهدافهم، وأفكارهم الكبيرة، والكثيرة، والمتعددة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015