وتحريفه، وتشويه صورته عملًا على منع انتشاره بين النصارى واليهود من ناحية، ولتشكيك المسلمين أنفسهم في أمور دينهم وعقيدتهم من ناحية أخرى.

ومع تطور الدراسات الاستشراقية في العقيدة الإسلامية جمع المستشرقون بين الهدف الدفاعي عن اليهودية والنصرانية ضد الإسلام، وبين الهجوم على الإسلام في محاولة يائسة لوقف تقدمه ومنع انتشاره، وفي هذا يقول أحد الباحثين، وقد نما هذا الهجوم الفكري والعقدي وشب حتى وصل إلى مرحلة متطورة في عصرنا الحاضر، وهو هجوم من شعبتين:

- شعبة موجهة إلى الشعوب المسيحية؛ لتحصينها ضد الإسلام الذي انتشر واتسع نفوذه، وذلك بتشويه صورته وتجريحه والقدح فيه، ونقده والتطاول عليه وعلى القرآن وعلى بني المسلمين مما كون ما يشبه الجدار السميك من الأفكار السوداء عن هذا الدين الحنيف.

- أما الشعبة الثانية: فهي الشعبة الموجهة إلى المسلمين فيما نراه من هجمات تبشيرية بشعة على أمة الإسلام.

إن هذا الهجوم العقيدي الفكري أخذ يتطور مع السنين حتى أصبح علمًا أو علومًا لها مدارس ومناهج، وعلى الرغم من أن الاستشراق لم يتمكن عبر تاريخه الطويل من تحريف العقيدة الإسلامية، وأنه فشل في تحقيق هدف تشويه الدين الإسلامي؛ فقد نجح في إثارة العديد من المشاكل الدينية والقضايا العقدية التي شغلت المسلمين من ناحية في الرد على شبهات الاستشراق في مجال العقيدة، ودفعت المسلمين إلى اتخاذ موقف الدفاع ضد الاستشراق الأمر الذي كان له تأثيره على الفكر الإسلامي الحديث، وصبغه بالصبغة الدفاعية، وإبعاد العلماء المسلمين عن الدراسة العلمية المتعمقة في أمور دينهم، والسعي إلى حل القضايا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015