والحركة الثانية التي قامت على أنقاضها هي منظمة ماركوس جرفي، وقد أسس منظمة سياسية للسود، وتتصف هذه الحركة بأنها نصرانية لكن على أساس جعل المسيح أسود وأمه سوداء، وقد أُبعد زعيمها عن أمريكا سنة 1925 مما أدى كذلك إلى اندثار هذه الحركة، لهذا يمكن أن يقال: بأن هذه الحركة تنظر إلى الإسلام على أنه إرث روحي يمكن أن ينقذ السود من سيطرة البيض، ويدفع بهم إلى تشكيل أمة خاصة متميزة لها حقوقها ومكاسبها ومكانتها.

الانتشار ومواقع النفوذ لهذه الفرقة:

يبلغ عدد السود في أمريكا أكثر من 35 مليون نسمة، منهم حوالي مليون مسلم، وكانوا يسمون مساجدهم معابد، ولهم الآن ثمانون شعبة في مختلف المدن الأمريكية، كما أن مدارسهم قد بلغت أكثر من ستين معهدًا في شتى أنحاء أمريكا، وتخصص الحصة الأولى كل يوم لتعليم الدين الإسلامي، ويتركز المسلمون السود في ديترويت، وشيكاغو، وواشنطن، ومعظم المدن الأمريكية الكبيرة، ويحلمون بقيام دولة مستقلة، وهم يناصرون قضايا السود عامة.

ويتضح مما سبق أن أمة الإسلام في الغرب هي حركة مذهبية فكرية ادَّعت انتسابها إلى الإسلام، ولكنها أفرغته أمدًا طويلًا من جوهره ومضمونه، ذلك أنها في عهدها الأول إن كانت قد دعت إلى تحويل أتباعها صوب القرآن، إلا أنها أبقت على فكرة الاستمرار في الأخذ من التوراة والإنجيل، وكذلك في عهدها الثاني اتبعت المفاهيم الباطنية، وفي عهدها الثالث اتخذت هذه المنظمة اسمًا جديدًا هو البلاليون نسبة إلى بلال الحبشي مؤذن الرسول، وقد أمر وارث الدين محمد بأن تكون الصلاة على الهيئة الصحيحة المعروفة مع تصحيح المفاهيم الإسلامية السابقة لديهم، وبدأ الاتجاه الحقيقي لهم صوب الإسلام بمفهومه الحق.

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015