الطبيعية بين البلدين بأنهما شعب واحد في الأصل فإنهما لم يبقَ من فارق يُحدث هذا التفاوت إلا النظام الذي يسود البلدين، فألمانيا الشرقية قضى على عبقريتها النظام الشيوعي، في الوقت الذي انطلقت فيه ألمانيا الغربية الرأسمالية من عقالها لتستعيد قواها، وتسترد مجدها الصناعي.

وقد يقال: إن الدول الغربية تعمل على تقوية ألمانيا الغربية وتمد إليها يد المساعدة، لكن الأمر بالمثل كذلك في ألمانيا الشرقية التي وقعت في السور الحديدي لروسيا الشيوعية، وهذه هي منتجات المعسكر الشيوعي في الأسواق لا تجد فيها من الجودة ما تجده في المنتجات الأخرى.

ثالثًا: أثبت الواقع التاريخي أيضًا أن المعسكر الاشتراكي لا يحكم إلا بالحديد والنار، فما من دولة اشتراكية استتب لها النظام في الظاهر إلا بالحكم الاستبدادي، وتحت ستار الديكتاتورية الاشتراكية تقتل الحريات، وتهدر الكرامات، وتراق الدماء، ويؤخذ الناس بالظنة، يساقون إلى عوالي المشانق ومظالم السجون دون أدنى شبه. وما حوادث المجازر البشرية في المجر وغيرها ببعيدة عن الأذهان، وهذا يعني في الحقيقة أن الاشتراكية نظام فاشل يُخالف الطبيعة البشرية، فلا يمكن لأصحابه أن يستقر لهم قرار إلا بسلطان الظلم والجبروت، وما من دولة تقترب من المعسكر الشرقي الشيوعي في أنظمتها إلا استبد الحاكمون فيها، وأذاقوا أمتهم العذاب الهون، ووضعوا على عاتقهم نير الخسف والذلة.

رابعًا: أثبت الواقع التاريخي أيضًا أن الاشتراكية لم تحقق المساواة التي تترنم بها، وتغري ببريقها الخادع الشعوب الفقيرة، فإن رجال الحزب الشيوعي الرسميين لا يبلغون عشر معشار الشعب، وهم الذين بيدهم أزمة الأمور، ولا يتمتع أحد سواهم بحق في الأمة، ومجلس السوفييت الأعلى لا يقول إنسان: إنه يعيش في مستوى من رؤساء أفخم الممالك في العالم بينما يقول حقد نفوسهم، ولا يؤمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015