إمام الاشتراكيين، سبحان الله! ما أعظم حلمه!. فأين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأين أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها، وأين أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- وأين الاشتراكية؟! إنها كذبة تكاد تهد الجبال، وخدعة مكشوفة قبيحة أراد أصحابها تحبيب الوجه الكالح للاشتراكية إلى قلوب المسلمين، أرادوا أن يخدعوا المسلمين ويستميلوا قلوبهم ليدخلوا فيما دخلوا فيه، فلأنهم قد وقعوا في هذه المذاهب أرادوا أن يجروا غيرهم إليها، وما أشبه حالهم بحال الثعلب الذي قُطع ذيله فجاء إلى بقية الثعالب يحبب إليهم أن يقطعوا ذيولهم لينعموا بالخفة والرشاقة.

بعد هذا التمهيد المطلوب نعود إلى بيان معنى الاشتراكية التي اختلف دعاتها فيما بينهم، افترقوا إلى أحزاب في مفهومهم للاشتراكية وفي المقصود بها، إلى حد أن بلغت معانيها المائتين في بريطانيا وحدها، وهذا يذكرنا بقول الأعرابي حينما سمع أسماء القط الكثيرة فقال: "قبحه الله ما أقل نفعه، وما أكثر أسمائه"، وأقول لك قبل أن أذكر أهم هذه التعريفات: لا يهولنك كثرة تلك الاختلافات؛ فإن مصبها في النهاية واحد هو الإلحاد والتشريع للبشر من دون الله تعالى، كما يقولون: تعددت الأسباب والموت واحد.

وإذا رجعنا لمعنى الاشتراكية إلى ما قبل "كارل ماركس" فإننا نجدها قد ظهرت في أماكن مختلفة، في دعوات إلى إلغاء الملكية الفردية، ودعوات إلى نبذ التقاليد والأعراف، ودعوات إلى شيوعية الأموال والنساء بين الجميع، ويُطلق على هذه الاشتراكية اسم الاشتراكية القديمة قبل مرحلة ظهور النظام الرأسمالي الذي يناقض الاشتراكية تمامًا في تقديس الملكية الفردية، والأنانيات الأخرى التي تميز بها، بل وقبل ظهور الإسلام بمئات السنين على عهد أفلاطون، والسير توماس مور، وقبلهم مازداك في فارس وغيرهم.

وقد استفاد منهم "كارل ماركس" في نظريته الشيوعية، أو كما يسميها الاشتراكية العلمية وهي أبعد ما يكون عن العلمية، وهي غريبة عن الإسلام، بل عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015