المبدأ العقدي عن وجود إله خارج الزمان والمكان، واللاهوت يؤكد وجود إله قبل وجود العالم، ويؤكد أن هذا الإله هو الذي خلق الطبيعة، وهذه الفلسفة المادية تؤكد أن الله وحده هو الذي لا يحده زمان ولا مكان؛ بينما الطبيعة يحدها بداية ونهاية للزمان والمكان، يقولون: إن هذا خرافة، وإن العلم قد بين استحالة هذه الخرافات، فليس هناك مكان لله في الحقيقة، وذلك هو مبدأ العلماء عن العالم.

والفلكي الفرنسي جوزيف لالاند يقول: إنه بحث في السموات ولكنه لم يجد أي إله هناك، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (الكهف: 5).

ومن العجيب أن أصحاب هذا الرأي قبل صفحة واحدة يقولون: إن المسافات في العالم أعظم كثيرًا من المسافات التي تعودنا عليها في الأرض، فالمجاهر الحديثة قد مكنتنا من اكتشاف النظام النجومي الذي ضوؤه يصل إلينا في مئات الملايين من السنين، رغم أن سرعة الضوء تصل إلى ثلاثمائة ألف ألف كيلو في الثانية. رغم أن هذه المعلومات محدودة ولكنها لا تعطينا صورة صحيحة عن اتساع العالم الذي هو لانهائي، إن لانهائية العالم تتعدى حدود الخيال، ولا يمكن وصف العالم والتعبير عنه بالعلم، والأرقام الخاصة بعمر الأرض وتطورها تُذهل الخيال، فالإنسان كما نعرفه اليوم ظهر منذ خمسين ألف إلى سبعين ألف سنة، وأول أشكال النبات والحياة الحيوانية ظهرت منذ ألف مليون سنة، والأرض نفسها منذ عدة آلاف الملايين من السنين، وهذا هو العمر الزماني لتاريخ الأرض كما يقول العلم، ولكن لا هذه الأرقام ولا أكبر منها تستطيع أن تعطينا أي دلالة حقيقية عن اللانهائية الطبيعة؛ لأن هذه اللانهائية يتمثل وجودها اللانهائي بالزمان، وهكذا يصلون إلى معالم الأفكار الغيبية التي يعابوا الأديان عليها، ورغم هذا الوصول فإنهم يصدقون قول إنسان أخرق بحث عن الله في السماء فلم يجده، تعالى الله عما يقولون: وعما يصفون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015