كما يمثل تواضع الإنسان، وليكن هذا المثال هو " صقر قريش " (?) ؟ عبد الرحمن الداخل - الذي لم يكن دوره التاريخي؟ فكيف بالرمزي - دورا عاديا عابرا.

الصقر يعاني أزمة الزمان والمكان: مختبئ يرى ما يحل بأهله من قتل وصلب، وتنقسم مشاعره بين تذكر قريش وأمجادها، وبين التفكير في النجاة، والزمن يضيق:

وكأن النهار

حجر يثقب الحياة

وكأن النهار

عربات من الدمع

والمكان يضيق، وفارس الموقف كله الموت

والموت يسرج أفراسه

والذبيحة

بجع يتخبط،

ويريد فسحة، يريد عونا من الفرات، يريد من الطريق أن يتسع " والطريق يدحرج أهواله ويضيق "، ولكنه يهيب بالمكان أن يتسع، " أفتحي يا برادي مصاريع أبوابك الصدئات " ومع ذلك فإنه استطاع أن يسير في أرض " أضيق من ظل رمحه ". مشكلة الصقر الكبرى أنه ليس شاعرا، لا يعرف أن يغير الفصول، لا يستطيع أن ينقذ أخاه الطفل، لا يستطيع أن يدجن الغرابة، أن يغير الآجال، أن أشياء كثيرة ستحدث دون أن يستطيع الصقر التدخل في مجراها، لأنه ليس شاعرا، ولكنه في النهاية " يرفع في وله الصبوة والإشراق/ أندلس الأعماق ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015