وعند هذا الحد ينتهي الصقر التاريخي ليبدأ الرمز، وتبدأ من ثم تحولات الصقر،: كانت هناك أصوات تنادي الصقر أن يرجع، ولكنها هدأت، وتضاءل صوت الماضي، لكنه لم يتضاءل في الواقع لأن الصلة بالماضي قوية، ويحاول الصقر أن يشدد من عزيمته ليقتل الماضي،

طاغ أدحرج تاريخي وأذبحه على يدي، وأحييه

ولي زمن أقوده، وصباحات أعذبها

أعطي لها الليل، أعطيها السراب، ولي

ظل ملأت به أرضي

يطول، يرى، يخضر، يحرق ماضيه ويحترق،

ولكن صورة دمشق (حبيبة أدونيس) لا يستطيع الصقر أن ينعتق منها بسهولة، ولهذا فإنه يعيش لحظات طويلة، مشدودا إلى هذا الماضي الدمشقي، الذي ينتهي ب " عفوك يا دمشق "؟ وهو تردد بين الرثاء والتحطيم، وحين يصعد الصقر؟ الشاعر إلى أبراج الموت، يمحي الصقر، ويبرز أدونيس، ليعيش لحظات مترددا بين انتماء إلى دمشق الماضي أو القدرة على التحول، ويعاوده الحنين إلى الحضارة القديمة، فيلم ببغداد، ليلقي بالزمن:

الزمن أخضر نما وطال

أورق في الجدران والحصون

الزمن الأنهار والتلال

والزمن العيون:

قامات أحجار ربيعية

في غابة الروح الفرائية

وليقرأ الشواهد التي كتبت على قبر الصقر (الشاعر) ، وليفيد منها أن قوة الموت أن كانت قد استطاعت التغلب على الصقر، فإن زوجة فقيرة كانت على وشك أن تعلن ولادة، صقر جديد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015