علينا أن نتذكر أن الشاعرة؟ في عدد غير قليل من قصائدها - تلح على هذا اللون من الحب الذي يلتبس حينا بالعداوة:
نحن إذن أعداء
وإن تكن تجمعنا أحلام
من أمسنا أودت بها الأيام
كما يلتبس حينا آخر بالبغض:
وأبغضك لم يبق سوى مقتي أناجيه
وأسقيه دماء غدي وأغرق حاضري فيه
وأن هذا البغض يفضي إلى القتل، ولكنه يتمخض عن قتيلين (كما في القصيدة التي أدرسها) :
وكنت قتلتك الساعة في ليلي وفي كأسي
؟
فأدركت ولون اليأس في وجهي
بأني قط لم أقتل سوى نفسي
وليس هذا تصويرا للحظات متفاوتة متقلبة بين الأمل واليأس، وإنما هو هرب من هذا العائد، لأنه لن يكون نفسه، لن يحمل صورته السابقة، وإنما سيكون شخصا آخر مختلفا عن الصورة التي أرتسمت في النفس:
ولو جئت يوما؟ وما زالت أوثر إلا تجيء -
لجفت عبير الفراغ الملون في ذكرياتي
وقص جناح التخيل واكتأبت أغنياتي
أنه هرب من المفارقة القائمة بين الواقع والخيال، واقع المحبوب العائد، وصورته المثالية المتخيلة، على ذلك يصبح