والريح تعبث بالدخان؟

الريح تعبث، في فتور واكتئاب، بالدخان،

وصدى غناء..

داو يذكر بالليالي المقمرات وبالنخيل،

وأنا الغريب؟ أظل أسمعه وحلم بالرحيل

في ذلك السوق القديم.

- 3 -

وتناثر الضوء الضئيل على البضائع كالغبار،

الظلال على الظلال، كأنها اللحن الرتيب،

ويريق ألوان المغيب الباردات، على الجدار

وعلى الرفوف الرازحات كأنها سحب المغيب.

الكوب يحلم بالشراب وبالشفاه

ويد تلونها الظهيرة والسراج أو النجوم.

ولربما بردت عليه وحشرجت فيه الحياة،

في ليلة ظلماء باردة الكواكب والرياح،

في مخدع سهر السراج به، وأطفأه الصباح

- 4 -

ورأيت، من خلل الدخان، مشاهد الغد كالظلال.

تلك المناديل الحيارى وهي تومئ بالوداع

أو تشرب الدمع الثقيل، وما تزال

تطفو وترسب في خيالي؟ هوم العطر المضاع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015