سينتصر في النهاية؟!! تلك حقيقة تتجاوز القول؟ على نحو من تصور كافكا - بأن الفرد محكوم، دون أن يعرف من هم حكامه، ومن هي المحكمة التي تدينه، وما هو الذنب الذي يحاكم من أجله، وما هي التهمة الموجهة إليه، سوى تهمة " الوجود " أو كما يقول زكريا ثامر في إحدى قصصه: " إذا كنت بريئا فلم ولدت "؟؟؟.

الصراع بين الفرد والمجتمع؟؟ طرفان في المعادلة لا يستويان، ومع ذلك فإننا نسمع ممدوح عدوان يقول، في مقدمة ديوانه " الظل الأخضر ": " إن الفنان إذ يكتشف صفاءه، يكتشف عكر العالم، وتصطدم صلابة صفائه بصلابة العالم.. وهذا الاصطدام يولد الشرارة المضيئة للعالم؟ إن الفن ينبع دائما من هذا الصدام، من الرغبة في أن لا يفقد الإنسان صفاءه.. ويصبح هذا الهم الذاتي جذرا لهموم الناس جميعا ". إن هذا التصور لفردية الشاعر، ولمعنى هذه الفردية، هو نفسه الذي يلهم ممدوح عدوان قصيدة مثل " العابرون كالرعد " (?) ، حيث يدخل الفرد؟ رغم تفرده - من الخلايا الاجتماعية، ويستمد القوة منها: كانت الجماعة تجري كرفوف النحل، مع جوعها وحفائها وعرقها، وهي تردد الحمد للإله على ما وهب؟ أيا كان مقدار ما وهب - وكان مضاؤهم وهو يقع في إذن المتسمع لحركتهم يشبه صوت حوافر الخيل، أو صوت الاذرعة النابضة، وكان الشاعر يتسمع إلى تلك الحركة وهو ما يزال مبدد المشاعر، مشغول النفس بترقب النساء اللواتي يطرقن الأبواب " بحثا عن لقاء فحول " وببناء سجون الوحدة المعتمة، ولكنهم حين رآهم استيقظ، فاستنكر هربه، وبصق على الجانب الممسوخ من حياته، وأخذ في النهوض " فذابت الجدران "، وسار مع الجماعة يعبر التاريخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015