مثلما أن " ظاهرة الحب " نفسها قد أصابها التغير بفعل الزمن، فجفت، وأصبحت قاصرة على العلاقات الجسدية:

الحب عند الآخرين جف وانحصر

معناه في صدر وساق؟.

وتشارك سلمى الخضرا الجيوسي في كثير من مظاهر هذه المرحلة التاريخية، فهي أيضا حيية، لا تسعفها الجرأة على البوح

خانت جرأة البوح الرحيمة

وبسالة الشكوى قوانا

فخلت أغانينا من الآهات، واختنقت رؤانا

ولعل هذا الخجل هو الذي يجعلها تعتمد صيغة الجمع في الحديث عن نفسها:

وهواك ملء فؤادنا، هذي حنايانا رفيف من عباده.

وتعارض سلمى بين الجمال والحب، وخاصة في قصيدة " سودان "؟ وهو رمز للفتى الجميل - الذي حرك جماله دخائل الإعجاب، ولكنه لم يترك حبا:

سيمضي لن يراه الليل سهدا في مآقينا

ولن يشرب من آهاتنا حسره

ولا من دمعنا المغلوب في أعماقنا قطره

ولن يمتص من أوراد خديها التلاوينا

وتعود سلمى إلى رمز " شوان " حين تريد أن تصور التوحيد بين الجمال والموت، فيصبح الحب بذلك والموت متطابقين. وتضيف الشاعرة تجربة أخرى حين تستغل صور السفينة أو المركب، وما يتعلق بهما من شراع وقلع ومجداف (وهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015