الحب كالشعر، كلاهما يولد بلا حسبان، وكلاهما قهار، هذا حين نتأملهما بمعزل عن الموت، أي نقبل على الحياة، رغم ما فيها من رعب وسأم، ولكنهما يحوران؟ على ضوء الحقيقة الكبرى - شيئين آخرين، حينئذ يخوننا الحب كما يخوننا الشعر، ونغدو ولا ملاذ، حين يلتقي انسانان منهوكان عليلان، ويتوهج قلباهما، يولد شيء في الظلمة، فيتلاصقان ويتعانقان، ثم؟

ثم خبا لم ندرك شيئا

وتهدل كفانا، أغضت عينانا

ولان الليل الموحش يولد فيه الرعب

لن نجني حتى الحب؟.

أن الحب قد يكون قوة تبدد الحزن، وتسقطه من نفس الشاعر كما تسقط الآوراق عن الشجرة، ولكن هذا شيء آني، حين يقترن كل ذلك بالتفكير في الموت، وفي الحياة التي يمتلك طرفاها الرعب والسأم، وهذا وأن كان وليد فلسفة وجودية عامة، فإنه وليد الإحساس بصدمة ذاتية أسقطت الشاعر فوق الزمن في مطلع الصبا، وفي الكلمات الآتية صورة تلك التجربة:

في ليلة صيف

وقع أحد الشعراء البسطاء

أنغاما ساذجة خضراء

ليناجي قلب الآلف

لكن كفا معشوقته قد مزقتا أوتاره

صارت أنغام الشاعر خرساء

فإذا نطقت كانت سوداويه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015