أين يقع الحب في إطار هذه الفلسفة؟:

الفارس القديم، دون كيشوت هذا العصر، يحس أن الحب لم يعد كما كان، الحب في هذا الزمان خاضع للتحول، فإذا أحب الفارس اليوم فمن يدري؟ في الغد - هل يكون في العيون وجدها أو يكون فيها حقدها، وفي القديم كان الحب " يخضع للترتيب والحسبان " كانوا يقولون، نظرة فابتسامة فسلام.. الخ، أما اليوم فإن العاشق العصري قد يلتقي بمحبوبته " من قبل أن يبتسما "، وقد يذوق العاشقان ما يذوقانه قبل أن يشتهياه، فالحب لحظة شبق، تضيع قبل أن تتحدد أبعادها أو يعرف الممارسان لها أحدهما الآخر، وهذا ما حدث للشاعر ذات يوم في فينا، ومع ذلك فأنه أحب تلك اللحظة، ووجد فيها انفراج حزنه المقيم، وحمد الله (رغم نقمته على السماء) على ما قيض له من شعور؟ ولو عابر - بالحياة:

تبارك الله الذي قد ابدعك

وأحمد الله الذي ذات مساء

على جفوني وضعك

وواضح أن الشاعر هنا، يتحدث عن الحب، وهو يعني الجنس، ولكنه حين تحدث عن الحب بمعناه المطلق فإنه يجد فيه قوة مكانية، وأن عجزت أن تتغلب على الموت، تستطيع أن تكون ملاذا منه، وفردوسا إلى أن تنتهي رحلة الإنسان إلى شاطئ المنون،

الحب يا حبيبتي أغلى من العيون

صونيه في عينيك واحفظيه

الحب يا حبيبتي مليكنا الحنون

كوني له سميعة مطيعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015