الحيز نفسه، فيتحدث في استرسال ووضوح ومنطقية عقلانية في مثل قوله:
يا أيها الممثل يا صوفينا الكبير
ها نحن ذاهبون
ويعلم الله متى نجيئ
نعرف أن الليل سوف يبقى
نعرف أن الشمس سوف تبقى
لكننا نجهل ما يكون
من أمر قاسيون؟.
بل هو يكاد يسمح لبعض الصور التراثية بأن تتسلل إلى داخله حين يقول: " يا يد الموت أطيلي حبل دربي " وحين يتحدث عن قاسيون: " وقاسيون حارس كالدهر لا ينام " يذكر بصورة الجبل عند ابن خفاجة الأندلسي، وحين يقول " الزمن استيقظ والنهار يصرخ بالأغصان والجذور " فمن السهل أن ترد الصورتان إلى علاقتهما القديمة، أعني يقظة الزمن وصراخ النهار (ليل يصبح بجانبيه نهار) ، بل أن بعض صوره الجديدة يتصل بطبيعة الألغاز والأحاجي القديمة: " ثدي النملة يفرز حليبه ويغسل الإسكندر "، بل أنه أحيانا يستعير؟ كما يفعل أي شاعر - لغة غيره، فيردد عبارة سان جون بيرس ومن قبله بودلير، حين يقول " الليل يتخثر " (?) وليس قوله: وفوق جثث العصافير تدب طفولة النهار (?) إلا ترجمة تكاد تكون حرفية لقول سان جون بيرس أيضا: " على هياكل العصافير القزمة ترحل طفولة النهار " (?) ، ومن الممكن إضافة تعبيرات أخرى،