{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا} 1.

وهذا عمر رضي الله عنه وهو من هو يقع في أسر البيان القرآني في وقت كان الشرر يتطاير من عينيه حين علم بإسلام أخته فذهب ليفتك بها، فإذا به يقع في أسر بيان آيات من سورة طه لا يملك معها إلا الإذعان والإيمان، حيث لا عناد.

وهذا جبير بن مطعم رضي الله عنه يقع في أسر البيان القرآني حين سمع من في الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} 2 حتى اعترف "كاد قلبي أن يطير" وآمن: "وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي"3؛ لأنه لم يكن ثم عناد.

ومما يؤكد تأصل العناد في قلوب المشركين ضربهم الحصار حول القرآن الكريم حتى لا يسمعه سماعًا القادمون في موسم الحج ومع هذا فقد فتح مصعب بن عمير رضي الله عنه يثرب بآيات من القرآن مكث فيها يقرأ القرآن على أهلها، فآمنوا ودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الهجرة إليهم حتى قيل: "فتحت الأمصار بالسيوف وفتحت المدينة بالقرآن"4، وهل هناك من سلاح أقوى من سلاح البيان القرآن؟!.

ليس الجديد في القرآن لغته لكن من الجديد فيه أنه أمة وحده في البلاغة العربية: "وأنه في كل شأن يتناوله يختار له أشرف المواد وأمسَّها رحمًا بالمعنى المراد وأجمعها للشوارد وأقبلها للامتزاج ويضع كل مثقال ذرة في موضعها الذي هو أحق بها وهي أحق به بحيث لا يجد المعنى في لفظة إلا مرآته الناصعة وصورته الكاملة ولا يجد اللفظ في معناه إلا وطنه الأمين وقراره المكين. لا يوما أو بعض يوم، بل على أن تذهب العصور وتجيء العصور فلا المكان يريد بساكنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015