-أي: من قبيل الخرافات- حديث أبي موسى: "الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة" رواه الحاكم وصححه، ثم صاروا بعد اكتشاف باشلس الطاعون يتعجبون منه بصدق كلمة "الجن" على ميكروب الطاعون كغيره، وقد ورد أن الجن أنواع؛ منها ما هو من الحشرات، وحشائش الأرض"1.

وشبه فعل جنة الشياطين في النفوس البشرية بفعل الجنة في الأجساد فقال: "وفعل جنة الشياطين في أنفس الشر كفعل هذه الجنة التي يسميها الأطباء الميكروبات في أجسادهم وفي غيرها من أجسام الأحياء، وتؤثر فيها من حيث لا ترى فتتقى"2.

وبعبارة أصرح مما ذكرنا صرح في موضع آخر: "وقد قلنا في المنار غير مرة: إنه يصح أن يقال: إن الأجسام الحية الخفية التي عرفت في هذا العصر بواسطة النظارات المكبرة -وتسمى بالميكروبات- يصح أن تكون نوعًا من الجن، وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض، قلنا ذلك في تأويل ما ورد من أن الطاعون من وخز الجن"3.

وكان بودنا أن يتوقف الشيخ رشيد رضا -رحمه الله تعالى- عن الخوض في أن الميكروبات نوع من الجن من غير حجة إلا حجة الاحتمال الخالي من الدليل الشرعي الذي يعتمد عليه في مثل هذا، وما نحسبه فعل هذا إلا حرصًا على تقريبها إلى الأذهان، وقد أخطأ الطريق في هذا، فعفا الله عنا وعنه.

بعض الأحكام الفقهية:

ذكرنا أن من الأسس التي يقوم عليها منهج المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة في التفسير إنكار التقليد وذمه والتحذير منه، وقد كان الأستاذ محمد رشيد رضا من المتمسكين بهذا الأساس؛ بل ومن المتعصبين له، وبادر إلى تطبيقه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015