وتعالى في السماء، وكيف وقد اقترن بهذا الرفع ما يؤيده مما تواتر في سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، وهي المفسرة للقرآن التي لا يصح تناوله بالتفسير مجردًا منها.

ثم لو كان المراد من قوله تعالى: {مُتَوَفِّيك} مميتك، ومن قوله: {رَافِعُك} رافع روحك -كما زعموا- "كان القول الثاني مستغنى عنه؛ لأن رفع روح عيسى -عليه السلام- بعد موته إلى ربه -وهو نبي جليل من أنبياء الله- معلوم لا حاجة إلى ذكره1؛ فكان الإخبار برفع رُوحه بعد الإخبار بموته زيادة ينتزه عنها القرآن الكريم.

هذه بعض الأمثلة على موقف السيد رشيد رضا في تفسيره -تفسير المنار- من المعجزات والخوارق التي أخبر الله بها عن أنبيائه السابقين في القرآن الكريم.

وهو في موقفه هذا يشارك رجال المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة موقفهم من المعجزات، وهو أمر خطير زَلَّ فيه رجال المدرسة، نسأل الله لنا ولهم السلاة من مواقع الزلل.

مسألة الخلود في النار:

وإضافة إلى موقف السيد رشيد السابق من المعجزات، فله موقف آخر في مسألة خلود مرتكب الكبيرة.

برز ذلك عنه تفسيره لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} 2: "وقد أَوَّلَ الخلودَ المفسرون لتتفق الآية مع المقرر في العقائد والفقه من كون المعاصي لا تُوجب الخلود في النار، فقال أكثرهم: إن المراد: ومن عاد إلى تحليل الربا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015