والشيح مصطفى صبري1، وأبو حيان الأندلسي في تفسيره2، والكوثري 3، 4.

وقد مهد السيد رشيد رضا لإنكار رفع عيسى -عليه السلام- بالتشكيك في الأحاديث، ليس في صحتها؛ ولكن بأسلوب آخر هو أخطر وأكثر انحرافًا عن جادة الحق والصواب، فحينما التمس شيخنه محمد عبده مخرجًا من هذه الأحاديث بقوله: "ولصاحب هذه الطريقة في حديث الرفع والنزول في آخر الزمان تخريجان: أحدهما: أنه حديث آحاد متعلق بأمر اعتقادي؛ لأنه من أمور الغيب، والأمور الاعتقادية لا يُؤخذ فيها إلا بالقطعي؛ لأن المطلوب فيها هو اليقين، وليس في الباب حديث متواتر.

وثانيهما: تأويل نزوله وحكمه في الأرض بغلبة روحه وسر رسالته على الناس"5.

حينما قال هذا عقب عليه تلميذه السيد رشيد بقوله: "هذا ما قاله الأستاذ الإمام في الدرس مع بسط وإيضاح؛ ولكن ظواهر الأحاديث الواردة في ذلك تأباه، ولأهل هذه اتلأويل أن يقولوا: إن هذه الأحاديث قد نُقلت بالمعنى كأكثر الأحاديث، والناقل للمعنى ينقل ما فهمه"5؟!

وإنما قلت: إن هذا التأويل من السيد رشيد رضا أخطر وأكثر انحرافًا ممن ينكر التواتر؛ لأن مَن أنكر التواتر إذا صح عنده التواتر عمل به واعتقد، أما مَن زعم أن هذه الأحاديث نُقلت بالمعنى فالتأويل الباطل هو مصيرها في كل ما خالف معتقده ورأيه، سواء كان الدليل متواترًا أو دونه، وحجته أنها رُويت بالمعنى.

وإذا ما جئنا إلى تفسير آية آل عمران السابقة وجدنا السيد رشيد رضا يقول في تفسيرها: "والتوفي في اللغة: أخذ الشيء وافيًا تامًّا، ومن ثم استتعمل بمعنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015