أما الجريرية أو السليمانية:
فنسبة إلى سليمان بن جرير الزيدي، الذي أثبت إمامة أبي بكر وعمر, وزعم أن الأمة تركت الأصلح في البيعة لهما؛ لأن عليا كان أولى بالإمامة منهما، إلا أن الخطأ في بيعتهما لم يوجب كفرا ولا فسقا ... وأهل السنة يكفرون سليمان بن جرير من أجل أنه كفر عثمان رضي الله عنه1.
أما الجارودية:
فنسبة إلى أبي الجارود زياد بن أبي زياد، وزعموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نص على إمامة علي بالوصف دون الاسم, وزعموا أيضا أن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي، وقالوا أيضا: إن الحسن بن علي كان هو الإمام بعد علي, ثم أخيه الحسين كان إماما بعد الحسن ...
ثم صارت الإمامة بعد الحسن والحسين شورى في ولدي الحسن والحسين, فمن خرج منهم شاهرا سيفه داعيا إلى دينه وكان عالما ورعا فهو الإمام. قال عبد القاهر البغدادي: هذا قول الجارودية، وتكفيرهم واجب لتكفيرهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم2.
والبترية أو الصالحية أقرب الفرق الزيدية إلى مذهب أهل السنة، وأبعدهم عنه الفرقة الجارودية، حتى إن بعض علماء الشيعة يخرجون ما عدا الجارودية من فرق الزيدية عن اسم التشيع3.
وها أنت ترى أن الخلاف في مجمله بين فرق الزيدية الثلاث إنما هو في الإمامة, وما يتعلق بها من أحكام، أما ما عدا ذلك فهم يوافقون المعتزلة في الأصول؛ لأن زيد بن علي تلقى العلم على يد واصل بن عطاء فاقتبس منه الاعتزال وصار أصحابه كلهم معتزلة, كما يقول الشهرستاني4 وإن كان قوله هذا