واحد فقال في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} 1: "فإله الأرض إله الإرادة ... وإله السماء إله الرضا ... وإله الأرض الرحمن ... وإله السماء الله ... وإنما هو إله واحد"2.

وقال: "اسم الله يطلق على معنيين أيضا: معنى بعيد وهو ذات الله الصرفة وهي فوق الأسماء والصفات, ومعنى قريب وهو مرتبة البشر الكامل الذي أقامه الله خليفة عنه في جميع العوالم وأسبغ عليه صفاته وأسماءه حتى اسم الجلالة "!! " فكلمة الله حيث قيلت تشير إلى هذين المعنيين"3، وأكد هذا القول في موضع آخر حيث قال: "الله هو الإنسان الكامل "!! " الذي ليس بينه وبين ذات الله المطلقة أحد وهو بين الذات وبين سائر الخلق, وهو الذي يتولى حسابهم نيابة عن الله, وهذا الإنسان الكامل المسمى الله هو المعني في المكان الأول بقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} 4.

وقد فسر هذه الآية في مواضع عديدة من كتبه ومؤلفاته, فقال: {هَلْ يَنْظُرُونَ} الإشارة هنا إلى الكافرين والمنافقين, والمعنى: ما ينتظرون, قوله: {إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} يعني "الإنسان الكامل" يعني "الحقيقة المحمدية" قوله: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} يعني يأتيهم مجسدا في الدم واللحم, وتلك إشارة لمجيء المسيح, قوله: {وَالْمَلائِكَةُ} إشارة إلى أعوان المسيح ... وقوله: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ} إشارة لساعة مجيئه, قوله: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} إشارة إلى الكمالات التي تظهر بمجيء المسيح وأعوانه, وهي الكمالات التي بها تملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا"5.

وإذا تأملت بعد ذلك في أقوال رأيت ما هو أعجب وأعجب, فهو يقرر في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015