اسم غيره على أكثر من ذلك ولم ير فيهم عيباً أو مطعناً بسبب ذلك!!.
ثم يقول: «وكنى أبا هريرة بِهِرَّةٍ صغيرة كان مغرماً بها، ولعلَّ من غرامه بها حَدَّثَ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ امرأة دخلت النار في هِرَّةٍ ربطتها» [صفحة 3 - 4].
إنَّ أبا هريرة الطفل الصغير الذي كان يرعى غنم أهله، ويداعب هرَّته في نهاره ويضعها في شجرة أثناء الليل، ما كان يظن ولا يتوقَّعُ أنْ تصبح كنيته سبب مهانته وازدرائه، فأيُّ عار لأبي هريرة في كُنيته وأيُّ إثم اقترفه حين لقَّبه أهله بذلك.
ثم نحن أمام زعم خطير من المؤلف، فإما يتَّهمه أنه يضع حديث الهرَّة على رسول الله، أو أنه سمعه فحدَّث به، فإنْ كانت الأولى، فمعاذ الله أنْ يجرؤ أبو هريرة ويكذب على رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في سبيل هِرَّتِهِ التي رافقته في صغره، ثم إنَّ الحديث قد رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم والدارمي وابن ماجه. وصحيح أنَّ راويه في مسلم أبو هريرة وحده وأما البخاري فلم ينفرد به أبو هريرة بل رواهُ أيضاً عن رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبد الله بن عمر وأسماء بنت أبي بكر (?)، فهل هؤلاء شاطروا أبا هريرة في كذبه!!؟ أم أنَّ لهؤلاء هِرَراً حملتهم على وضع مثل حديث أبي هريرة!!!؟ إنَّ الحقيقة تَرُدُّ هذا الافتراض والتخمين الذي تَصَوَّرَهُ المؤلف.
وإذا كان المؤلف يقصد الثانية وهي سماع أبي هريرة الحديث والتحديث به، فأيَّ جريمة يقترفها من يُبَلِّغُ حديث رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهو الذي حضَّ الصحابة على نقل وتبليغ حديثه؟ فهل يؤخذ على أبي هريرة أمر منكر في هذا!!؟ أم أنَّ المؤلف نظر من زاوية خاصة إلى راوية الإسلام فكانت لا تعكس عليه إلاَّ ما في نفسه من الظلمات؟.
نحن في موضع الحكم على صحابي، بل على إنسان له شعوره وكرامته،