من لم يصرّح بشيء من ذلك إلا في النّادر، تمشّياً مع منهجه في الاختصار، كما فعل الصّاحب بن عبّاد في "المحيط في اللّغة".

ولما تعذّر القطع بأثر "الاعتقاب" في نصوص لم يصرّح أصحابها بالنّقل عنه أو عن مؤلّفه فقد اكتفيت بتتبّع أثره في مصنّفات وجدت فيها تصريحاً بذلك، ورتّبتها زمنياً، وهي:

1- "التّكملة" لأبي حامد الخارْزَنجي البُشتيّ (348هـ)

وهو تكملة لكتاب العين للخليل، ويتعذّر أن نعرف – على وجه الدّقّة – مقدار الأثر الذي كان لأبي تراب في هذا الكتاب، لأنّه مفقود، فيبقى لنا تلمس ذلك من خلال ما نقل عن "التّكملة" من نصوص، وهي قليلة، ومن ذلك ما أورده الأزهريّ 1 من مقدّمة كتاب "التّكملة" هذا، وفيها ذكر لأبي تراب، وإشارة إلى اعتماده مصدراً من مصادره، وروى الصّاحب بن عبّاد نصاً عنه عن أبي تراب، وهو في الإبدال والتّعاقب، قال الصّاحب: "الخارْزَنجي عن أبي تراب: حَمَظَهُ وحَمَزَهُ: بمعنى واحد، أي: عصره" 2.

ونقل عنه شاهداً من الشّعر، أورده الأزهريّ 3، والقفطيّ 4.

2- "الإبدال" لأبي الطّيّب اللّغويّ (351هـ)

نقل عن أبي تراب في موضعين 5، هما في كتاب الاعتقاب، كما يأتي في القسم الثّاني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015