كان رضي الله عنه من أعظم المسلمين رعاية لحق قرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته، فإن كمال محبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - أوجب سراية الحب لأهل بيته، إذ كانت رعاية أهل بيته مما أمر الله ورسوله به، وفي الصحيح أنه خطب أصحابه بغدير يدعى خما بين مكة والمدينة فقال: «اذكركم الله في أهل بيتي» (?) . وفي السنن أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي» (?) . وكان الصديق رضي الله عنه يقول: ارقبوا محمدًا في أهل بيته» (?) . رواه البخاري وقال: «والله لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتي» (?) . وكذلك عمر رضي الله عنه فإنهما رضي الله عنهما مدة خلافتهما ما زالا مكرمين لعلي وسائر بني هاشم يقدمانهم على سائر الناس.
أما قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (?) . ففي الصحيحين عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس عنها، فقلت: أن لا تؤذوا محمدًا في قرابته. فقال ابن عباس: عجلت، إنه لم يكن