ومنها استكراه اللفظ وتعقيد المعنى

وقال، ثم قال وأجاد في مدح الممدوح:

إن كوتبوا، أولقوا، أوحوربوا، وجدوا ... في الخط واللفظ والهجاء فرسانا

كأن ألسنهم في النطق قد جعلت ... على رماحهم في الطعن خرصانا

كأنهم يردون الموت من ظمإ ... أو ينشقون من الخطي ريحانا

ثم قال:

خلائق لو حواها الزنج لانقلبوا ... ظمى الشفاه جعاد الشعر غرانا

والزنجي لا توجد إلا جعد الشعر، فكيف ينقلون عن الجعودة إلى الجعودة؟ وقد احتج عنه أصحاب المعاني بما يطول ذكره. والعجب كل العجب من خاطر يقدح بمثل قوله في قصيدة (من المتقارب):

وملمومة زرد ثوبها ... ولكنه بالقنا مخمل

يفاجئ جيشاً بها حينه ... وينذر جيشاً بها القسطل

ثم يتصور في هذا الكلام الغث الرث فيتبعه به حيث يقول:

جعلتك في القلب لي عدة ... لأنك باليد لا تجعل

ولو قاله بعض صبيان المكاتب لاستحيا له منه

ومنها

استكراه اللفظ وتعقيد المعنى

وهو أحد مراكبه الخشنة التي يتسنمها، ويأخذ عليها في الطرق الوعرة فيضل ويضل وَيتعب ويتعب ولا ينجح، إذ يقول في وصف الناقة (من الكامل):

فتبيت تسئد مسئداً في نيها ... إستادها في المهمه الأنضاء

وتقديره: فتبيت تسئد مسئد الأنضاء في نيها إسآدها في المهمه: أي كلما قطعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015