إذا غزر لبنها، والقياس ممرٍ، وأغرى الله تعالى الشيء حسنه فهو غريٌّ، وأنبته الله فهو منبوت، وأجنَّه الله فهو مجنون، وأحزنه الله فهو محزون. وقالوا: حزنته وحببته وأحبه فهو محبوب، وأكزه فهو مكزوزٌ. وإنما كان هذا لأنهم يقولون في هذا كله فعل بغير ألف ثم بني عليه مفعولٌ، وإلا فلا وجه له إلا الشذوذ، وقالوا أعقدت العسل فهو معقدٌ وعقيدٌ، وأحبست فرساً فهو محبسٌ وحبيسٌ. فمفعلٌ على أصل الباب وفعيلٍ خارج عنه، وهذه كلها شواذ لا يقاس عليها.
ويجيء اسم الفاعل من (فعل) على (فعيل) نحو ظرف فهو ظريف إلا أنه قد جاء حرف واحد (هو) فره فهو فارهٌ بلا خلاف، وقد جاءت حروف فيها خلاف، طهر فهو طاهرٌ، والأكير طهر بالفتح، وكمل فهو كامل، وجاء فيه كمل وكمل ثلاث لغات. فأما قولهم رجل عليم وقدير من علم وقدر فإنما هو للمبالغة، كما قالوا في المدح علامة ونسَّابة، وحكى اللحياني جمل الرجل فهو جاملق وظرف فهو ظارفٌ، وقال أبو زيد: ليس هذا من كلام العرب، وحكى أيضاً رجل جمالٌ طراف بالتخفيف.