وأما ألفاظ هَذِهِ الأحاديث فأنها تتضمن إثبات الصورة وإثبات الرؤية، وقد تقدم الكلام فِي ذَلِكَ فيما قبل وتتضمن زيادة ألفاظ فِي الرؤية لا يجب أن يستوحش من إطلاقها، لوجهين: أحدهما: أن أَحْمَد قَالَ فِي رواية حنبل: لا نزيل عنه صفة من صفات ذاته بشاعة شنعت الثاني: أننا لا نطلقها عَلَى وجه الجوارح والأبعاض، وتغير الأحوال، وإنما نطلقها كما نطلق غيرها من الصفات من الذات والنفس والوجه واليدين والعين وغير ذَلِكَ، وليس فِي قوله: شاب وأمرد وجعد وقطط وموفر إثبات تشبيه،

لأننا نثبت ذَلِكَ تسمية كما جاء الخبر لا نعقل معناها، كما أثبتنا ذاتا ونفسا، ولأنه ليس فِي إثبات الفراش والنعلين والتاج وأخضر أكثر من تقريب المحدث من القديم، وهذا غير ممتنع وصفه بالجلوس عَلَى العرش، وكما روي فِي تفسير قوله: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ: يقعده عَلَى العرش وكما روي: " أن الله يدني عبده حتى يضع عليه كنفه " وكما روي فِي قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ} وكما روي: " أنه وضع يده بين كتفيه " وكما روي: " دونه حجاب " وغير ذَلِكَ وأعلم أنها رأيا منام لأن أم الطفيل قد صرحت بذلك فِي خبرها، وحديث ابن عباس أكثر ألفاظه مطلقة، وقد نقل فِي بعضها صريح بذكر المنام فيما حَدَّثَنَا أَبُو القسم فقال: " أتاني ربي الليلة فِي أحسن صورة " يعني فِي النوم فإن قيل: فهذه الأخبار ضعاف لأن مدارها عَلَى عكرمة، وقد قَالَ ابن عمر لنافع: لا تكذب علي كما كذب عكرمة عَلَى ابن عباس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015