1173-
وَتُبْدِي عَلَى أَصْحَابِهِ نَفَحَاتِهَا ... بِغَيْرِ تَنَاهٍ زَرْنَبًا وَقَرَنْفُلا
أي: وتشهر هذه الصلاة على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي عنهم نفحاتها بغير تناه؛ أي: لا نهاية لها ولا تناهي لإصابتها إياهم؛ أي: دائمة سرمدية وزرنبا وقرنفلا حالان؛ أي: مشبهة ذلك وهذا مما يقوي أن مسكا ومندلا في البيت السابق أيضا حالان فالقرنفل معروف والزرنب ضرب من النبات طيب الرائحة كرائحة الأترج ورقه كورق الطرفاء، وقيل: كورق الخلاف وفي حديث أم زرعة زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب، وقال الشاعر:
بأبي أنت وقول الأشيب ... كأنما زر عليه الزرنب
أو زنجبيل وهو عندي أطيب والزرنب والقرنفل دون المسك والمندل من الطيب فحسن تشبيه الصلاة على الصحابة بذلك؛ لأنهم في الصلاة تبع للنبي -صلى الله عليه وسلم- فلهذا أصابتهم نفحاتها وبركاتها -رضي الله عنهم- وأرضاهم آمين آمين آمين، وقد تم الكتاب والحمد لله رب العالمين.