ابجد العلوم (صفحة 267)

وقل لي: هل ظهرت العلوم ولو عقلية هكذا منقحة بلغة أخرى؟ أفليست هذه بالتعظيم والتبجيل أولى وأحرى فوجب الاعتناء بشأن هذه اللغة الجليلة المقدار بتمييز كيفيات حروفها بحسب المخارج.

ثم أحوال تركيباتها بحسب الاشتقاق.

ثم أحوال وضعها للمعاني.

ثم تبديل بعض حروفها إلى آخر لتحصل الخفة.

ثم كيفية إعراباتها ليسهل الانتقال منها إلى معانيها ثم تطبيقها المقتضى الحال لرفع شأن الكلام ثم إيرادها بعبارات جلية لئلا يعسر فهم المعاني الدقيقة على أذهان لقبولها ثم معرفة أحوال الخطوط الدالة عليها فهذه أصول العلوم العربية ولها فروع كثيرة.

ثم اعلم أن العلوم الأدبية ثلاث أنواع لأنها إما باحثة عن المفردات أو عن المركبات أو عن فروعها ففيها ثلاث شعب:

الأولى: فيما يتعلق بالمفردات انتهى.

وذكر في هذه الشعبة علم مخارج الحروف وعلم اللغة وعلم الوضع وعلم الاشتقاق وعلم الصرف وعلم النحو وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع وعلم العروض وعلم القوافي وعلم قرض الشعر وعلم مبادئ الشعر وعلم الإنشاء وعلم مبادئ الإنشاء وأدواته وعلم المحاضرة وعلم الدواوين وعلم التاريخ.

قال: الشعبة الثالثة من الدوحة الثانية في فروع العلوم العربية وذكر فيها علم الأمثال وعلم وقائع الأمم وعلم استعمال الألفاظ وعلم الترسل وعلم الشروط والسجلات وعلم الأحاجي والأغلوطات وعلم الألغاز وعلم المعمى وعلم التصحيف وعلم المقلوب وعلم الجناس وعلم مسامرة الملوك وعلم حكايات الصالحين وعلم أخبار الأنبياء وعلم المغازي والسير وعلم تاريخ الخلفاء وعلم طبقات القراء وعلم طبقات المفسرين وعلم طبقات المحدثين وعلم سير الصحابة والتابعين وعلم طبقات الشافعية وعلم طبقات الحنفية وعلم طبقات المالكية وعلم طبقات الحنابلة وعلم طبقات النحاة وعلم طبقات الحكماء وعلم طبقات الأطباء.

قال: الدوحة الثالثة وفيها شعبتان:

الأولى: في العلوم الآلية التي تعصم عن الخطأ في الكسب وذكر في هذه الدوحة علم المنطق

قال: الثانية في علوم تعصم عن الخطأ في المناظرة والدرس ثم ذكر في هذه علم آداب الدرس وعلم النظر وعلم الجدل وعلم الخلاف.

قال: الدوحة الرابعة في العلم المتعلق بالأعيان.

وهذا قسمان ما يبحث فيه بمجرد الرأي ومقتضى العقل فقط وهو العلوم الحكمية الباحثة عن أحوال الموجودات الخارجية بحسب الطاقة البشرية.

وما يبحث فيه على قواعد الشرع وعلى تسليم المدعى وأخذه من الشرع هي علم أصول الدين وفيها مقدمة وعدة شعب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015