فمن طلب الأوتار ما حز أنفه قصير وخاض الموت بالسيف بيهس

نعامة لما صرع القوم رهطه تبين في أثوابه كيف يلبس

جلدك أملس يريد نقيًا من العار، ومعنى فمن طلب الأوتار يعني قصير بن سعد اللخمي، صاحب جذيمة بن مالك بن فهم الأزدي الذي يقال له جذيمة الأبرش وجذيمة الوضاح، وأما بيهس فهو الذيوصف بنعامة والنعامة تحمق، وبيهس هوفزارة، وكان له تسعة أخوة قتلوا جميعًا، فرجع إلى أمه فقالت: أنجوت أنت منبينهم؟ ! فقال: لو خيرت لاخترت، وكانت قبل ذلك لا تحبه، فصارت تحبه لما لم يبق غيره من أولادها، فلما قتل أخوته لم يلبس ثوبه إلا مقلوبًا، وكان يحمق في ذلك أيضًا. المعنى: يهون أمر الموت ويبين أن نيل المراد مع ركوب الخطر.

وما الناس إلا ما رأوا وتحدثوا وما العجز إلا أن يضاموا فيجلسوا

ألم تر أن الجون أصبح راسيا تطيف به الأيام ما يتأيس

عصى تبعا أزمان أهلكت القرى يطان عليه بالصفيح ويكلس

هلم إليها قد أثيرت زروعها وعادت عليها المنجنون تكدس

فهذا أوان العض حي ذبابه نابيره والأزرق المتلمس

أي إنما هم عن قريب لا يكونون كما لم يكونوا من قبل، وتبقى أحاديثهم حسنة أو قبيحة، وما العجز إلا أن يقبلوا الضم فيجلسوا عن طلب الثأر، والجون اسم حصن باليمامة معروف، وراسيًا أي ثابتًا، وقال أبو عبيدة: الجون حصن باليمن من حصون طسم وجديس، وما يتأيس ما يتغير أي لم يقدر تبع على هذا الحصن، التبابعة ملوك اليمن، كما أن الخلائف ملوك الإسلام، ويكلس أي يطين ويصهرج، والصفيح الحجارة الغليظة، وهلم إليها استهزاء، أي أنك لا تقدر عليها فإن قدرت فهلم فقد أثيرت زروعها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015