أي من مائها ذي البرد المطفئ للحر، ومن شرابها السائغ العذب اللذيذ إذ الماء البارد على العطش وحره من النعيم.

كأنها الحوض تبيض الوجوه به ... من العصاة وقد جاءوه كالحمم

أي حين تسود وجوههم من الذنوب ويتردون في النار من عبور السراط ثم تدركهم رحمة المولى فيخرجون من النار ويغمسون في الحوض فالقرآن في هذه الدنيا حوض غاسل لسواد المكروه من المعاصي والذنوب وكآبات العمر.

وكالصراط وكالميزان معدلة ... فالقسط من غيرها في الناس لم يقم

قال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا كبيرًا}.

لا تعجبن لحسود راح ينكرها ... تجاهلًا وهو عين الحاذق الفهم

يدلك على ذلك حرص الأوربيين أيام نهضتهم على ترجمة علوم القرآن وقد سبق التنبيه على أن وليم بدويل من مستشرقي الإنجليز في أوائل القرن السابع عشر قد نقل معاني القرآن لقومه (?).

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم

وهذا من أبيات الحكمة وقد ولده من كلام أبي الطيب- قال:

وإذا خفيت على الغبي فعاذر ... ألا تراني مقلة عمياء

وقال: ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرًا به الماء الزلالا

وقال: بذي الغباوة من إنشادها ضرر ... كما تضر رياح الورد بالجعل

ونعود بعد إلى أبيات الهمزية-

بعد أن فصل ما فصله عن معجزة القرآن خلص إلى أمر أهل الكتاب. قوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015