ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 01:57]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
لعلنا نتقاسمها في طيفٍ. (ابتسامة)
حتى هذه نازعَنا فيها أبو الطيب!
وكأنّه هو القائل:
ولولا نَسيبٌ مُطرِبٌ مِن قصائدي --- لَمَا احتال طيفٌ في زيارة نائمِ
!!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 10:26]ـ
هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ ///////// أو قال حَسْبِي من إخمالِ ذي حسبِ
لا يلحظ الحرَّ إلاَّ مثلما وقعت ///////// على أخي سيِّئاتٍ عينُ ذي غَضَبِ
وكيفَ يصفو لنا دَهْرٌ مَشَارِبُهُ ///////// يخوضُهَا كُلَّ حينٍ جَحْفَلُ النُّوَبِ
إنَّ الزمان، بما قاسيتُ، شيبني ///////// ولم أُشَيِّبْهُ، هذا والزَّمانُ أبي
ولو خلا الدَّهرُ ذو الأبناءِ من عَجَبٍ ///////// أكثَرتُ منه ومن أبنائِهِ عَجَبِي
قَرَأتُ وَحْدِي على دهري غرائِبَهُ ///////// فما أعاشرُ قَوْماً غَيْرَ مغترب
أحَلْتُ عَزْمِي على هَمِّي فقَطّعَهُ ///////// كأنّ عزميَ من صَمصَامَتِي الذّربِ
ما قرّ السير في سهل ولاجبل ///////// إلاّ كما قرّ جاري الماء في صبب
ولم أضِقْ في السَرَى ذَرْعاً بمعضلةٍ ///////// قد زاحمتني حتى ضاق مضطربي
ويرْتقي حَرُّ أنْفاسي فَأبْعَثُهُ ///////// برداً وإنْ كان مستبقى من اللهب
وأحرِ بالحّرِ أنْ تلقاه ذا جلدٍ ///////// وإنْ تَبَطّنَ داءً قاتلَ الوَصَبِ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 10:42]ـ
قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا" "تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا
أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها" "لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا
وَلَو بَدَتْ لَأَتاهَتهُمْ فَحَجَّبَها" "صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا
بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ" "يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا
أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ" "إِذا نَضاها وَيُكسى الحُسنَ عُريانا
يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ" "حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا
قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري" "فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُمْ هانا
تُهدِي البَوارِقُ أَخلافَ المِياهِ لَكُمْ" "وَلِلمُحِبِّ مِنَ التَذكارِ نيرانا
إِذا قَدِمتُ عَلى الأَهوالِ شَيَّعَني" "قَلبٌ إِذا شِئتُ أَن يَسلاكُمُ خانا
أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني" "وَلا أُعاتِبُهُ صَفحًا وَإِهوانا
وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني" "إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا
مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري" "أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا
لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُتْ طَمَعًا" "وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا
وَلا أُسَرُّ بِما غَيري الحَميدُ بِهِ" "وَلَو حَمَلتَ إِلَيَّ الدَهرَ مَلآنا
لا يَجذِبَنَّ رِكابي نَحوَهُ أَحَدٌ" "ما دُمتُ حَيًّا وَما قَلقَلنَ كَيرانا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 11:55]ـ
/// أيُصَاحَبُ الغادِرُ «لحاجةٍ أوضرورة»؟
- الذِّئب مثالًا!
/// الفرزذق .. :
وأطلَسَ عَسَّالٍ وما كانَ صاحِباً_•••_دَعَوتُ بِناري موهِناً فَأَتَاني
فَلمَّا دَنا قُلتُ: اِدنُ دونَكَ إِنَّنِي_•••_وإيَّاكَ في زادي لمُشترِكانِ
فَبِتُّ أُسَوِّي الزَّادَ بيني وبَينَهُ_•••_على ضوءِ نارٍ مرَّةً ودُخانِ
فقُلتُ لَهُ لمَّا تَكَشَّرَ ضاحِكًا_•••_وقائِمُ سيفي من يَدِي بِمَكانِ:
«تَعَشَّ فَإِنْ واثَقتَني لا تَخونَني_•••_نَكُن مِثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصطَحِبَانِ»
وأَنتَ اِمرُؤٌ يا ذِئبُ والغَدرُ كُنتُما_•••_أُخَيَّينِ كانا أُرضِعا بِلِبانِ
ولَو غَيرَنا نَبَّهتَ تَلتَمِسُ القِرَى_•••_أتَاكَ بِسَهمٍ أَو شَباةَ سِنانِ!
__
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 01:37]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بوركت على حسن الاختيار!
ومِن أجْود ما في قصيدة الفرزدق هذه، قوله:
وَكُلُّ رَفِيقَيْ كُلِّ رَحْلٍ، وَإنْ هُمَا --- تَعاطَى الْقَنَا قَوْماهُمَا: أَخَوَانِ
ولكن هل كلُّ الناس يقوى على ما تحمَّله الفرزدق؟
بعضهم يذكِّرنا حاله باعترافات الفزاري حين قال:
أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السِّلاحَ ولا --- أَمْلِكُ رَأْسَ الْبَعِيرِ إِنْ نَفَرَا
والذِّئْب أَخْشاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ --- وَحْدِي، وأَخْشَى الرِّيَاحَ والْمَطَرَا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:38]ـ
يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا
ليس كل البرق يهدي المطرا
لا تكونا كامرىء صاحبتُه
يترك العَيْنَ ويَبْغِي الأَثرا
ذهب المعروف إلا ذكره
ربما أَبْكى الفتى ماذُكِرا
وبقينا في زمان معضل
يشْرَب الصَّفْوَ ويُبْقِي الكدرا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:48]ـ
ما للبصائِرِ لا تخلو من السَّدَرِ
،والعقلِ يُعصى، فيُمسي وهو كالهَدَرِ
آلَيْتُ أُثني على قَومٍ بنُسكِهِمُ،
وقد تكشّفَ سهلُ الأرضِ عن غَدَر
إنْ قلتُ صُفّوا بإلغازٍ، فمُعتَمَد
يصُفّوا من الصفّ لا صُفّوا من الكدَر
مَن كان، في الدّهرِ، ذا جَدٍّ أفاد به
ما شاءَ، حتى اشتراءَ البَدرِ بالبِدَر
وقِسْ، بما كان، أمراً لم يكنْ، ترَه،
فالرِّجلُ تعرِفُ بعضَ الموتِ بالخَدَر
على خَبيئِكَ أسْتارٌ، مضاعَفَةٌ،
بالعقل والصّمْتِ والأبوابِ والجُدُر
لكلّ وقتٍ شؤونٌ تستعدُّ له،
والهمُّ في الوِرْدِ غيرُ الهمّ في الصّدَر
ما قلتُ أُسرِيَ، في ليْلٍ، على عَملٍ،
أدارَهُ اللَّهُ، والأفلاكُ لم تَدُرِ
أضرُّ من جُدَريٍّ، شانَ حاملَهُ،
بحَمْلِه، جَدَريٌّ، جاءَ مِن جَدَر
والمَرءُ يُنكِرُ ما لم تجْرِ عادتُهُ
بمثلِهِ، ثمّ يَبغي الحُوتَ في الغُدُر
طأ بالحوافرِ قَتْلَى في مَصارِعِها،
فالجِسمُ، بعدَ فراقِ الرّوح، كالمَدر
والنّفسُ تطلُبُ أغراضاً، ولو علمتْ
بالغيبِ، سِيئَتْ بمخبوءٍ من القَدر
¥