ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[17 Jan 2010, 07:16 م]ـ

إن دعوى أن في الغرب حرية هي دعوى خالية من الصحة تماما؛ فلا حرية إلا للمسيحي واليهودي والملحد؛ أما المسلم؛ فلا حرية له لا في ممارسة شعائره؛ ولا حتى في إقامة دروس في مسجده، أو في بيته؛ ولو كان يحمل عشرين جنسية أمريكية وأوربية ..

وكذلك دعوى أن القانون يطبق على القوي والضعيف فهي أقرب إلى النكتة منها إلى الواقع ..

وليكن في علم الجميع أن ما يسمى بالديمقراطية لا وجود له في الغرب؛ فالرئيس الأمريكي ورؤساء الدول الأوربية يعينهم لوبي يهودي؛ ولوبي الشركات الكبرى ..

ولا دخل لتصويت الشعب فيه ..

ولكنها لعبة محكمة مدروسة يعكف عليها آلاف الدكاترة المتخصصين في الخدع والمكر والضحك على ذقون الشعوب ..

يتبع ..

أخانا الفاضل إبراهيم

الغرب فيه حرية وإن كانت نسبية وهذا الحرية لا توجد في كثير من البلدان الإسلامية مع الأسف الشديد.

الغرب عندهم قانون وعقد اجتماعي يحتكمون إليه وهو حق مكفول للصغير والكبير والغني والفقير وليس من الانصاف انكار الحقائق أخي الكريم.

بينما نجد أن المسلم في كثير من بلاد الإسلام ممتهنة كرامته منتقصة حريته التي كفلها له الإسلام.

أما ما ذكرته عن حرية المسلم في الغرب فهذا غير صحيح فالمسلمون في كثير من البلاد الأروبية وفي الولايات المتحدة ينعمون بحرية ممارسة الشعائر الدينية وتعليمها والدعوة إليها أكثر مما ينعم به كثير من الشعوب الإسلامية في بلدانهم.

نعم هناك بعض المتطرفين الذين تحركهم الصهوينية العالمية تحاول تقييد هذه الحرية ولكن ليس هذا هو الأصل في قانونهم وشريعتهم الوضعية.

أخانا الكريم الحضارة الغربية لها وعليها وديننا علمنا الإنصاف والله يقول:

" وإذا قلتم فاعدلوا"

هذا الموضوع طرحته من أجل أن نتعلم كيف نحكم ونقيم وكيف نستفيد مما عند الغير وهذا يحتاج منا إلى تجرد وموضوعية وعلم وعدم الانسياق وراء العاطفة.

والله من وراء القصد

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Jan 2010, 07:54 م]ـ

أخي الكريم:

أنت تتكلم عن الحرية مقارنة بالدول الإسلامية ..

وأنا أتكلم عن الكلام المكتوب، والأفكار التي تفهم منه ..

لا مجال لمقارنة حرية الإنسان الغربي في وطنه، وحرية المسلم في وطنه ..

ولكن بعض من يسمعون عن الغرب دون مشاهدة، ودون قراءة بما فيه الكفاية يعتقد أن الكلام الذي نقلت عن بعض من نقلت عنهم أنه صحيح ..

وليس الأمر كذلك ..

وفرق بين الإنصاف الذي أمرنا الإسلام به؛ وبين الانخداع بالمظاهر؛ ودعوة الناس إلى أن ينخدعوا بها ..

وهذا ما أردت التنبيه عليه ..

وأنا مثلك شاركت في الموضوع من أجل أن نتعلم كيف نحكم، ونعدل في أحكامنا، بمعنى ننقل الواقع للقارئ كما هو؛ لا كما هي سياسة الإعلام: الرأي والرأي الاخر حتى ولو كان شاذا أو ضعيفا أو مخالفا للواقع المعاش ..

"ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[17 Jan 2010, 07:55 م]ـ

الشكر الجزيل للفاضل الكريم الأخ حجازي

جزاك الله خيراً عن نقلك واختيارك .. فاختيار المرء قطعة من عقله.

نظرة الإسلام لعمارة الأرض أنها ترتكز على فضائل الأمم (منافعها كما في عبارة الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى).

ولا تلتف إلى مخازيها وإن كانت تحذرها لا تجهلها على العموم.

(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

والتعارف هنا هو بداية الطريق للتعامل، والتعارف هو عكس التناكر والتقوقع والانكفاء على الذات.

ولا يكون ذلك إلا بالبحث في مزايا الأمم ومناقبها.

وهو نوع من أنواع الثقافة الإسلامية وباب من أبوابها كما في كتب: (مناقب الأمم ومساوئها).

بل على مناقب الأفراد من باب أولى. "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". أثبت للجاهليين خيرية يستفاد منها في الإسلام للإسلام.

كيف ستتقدم لإنسان وتدعوه إلى ما معك من خير وأنت في نفسك تحقر ذاته ولا تجد فيه ما يدفعك إلى النظر إليه؟

لابد أن يكون له في نظرك احترام إنساني ومزايا عقلية ومناقب في البلاد.

فمزية العرب إبان البعثة في فصاحتهم وشجاعتهم وكرمهم.

ومزية الروم في جلدهم وإصرارهم وتجددهم.

ومزية الحبشة والزنج في قوتهم وصبرهم.

ومزية الهنود في طيبتهم.

ومزية الفرس في حنكتهم.

بل يرغب الإسلام أهلَ الكتاب للدخول فيه بأن يكون لهم أجران (يؤتون أجرهم مرتين)، أجر إيمانهم الأول وأجر إيمانهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.

جمع هذه الفضائل هو الطريق الذي يعمر الأرض ويطور الحياة، بلا إكراه في الدين.

أما الالتفات إلى تعيير الأمم وذكر مخازيهم ومساويهم فمن باب أخذ الحذر الذي لا يكون موصلاً من الوقيعة (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم). إلخ.

وإن كان الحذار أحياناً أشد من الوقيعة.

وكان من فضائل هذه النظرة أن امتصت الحضارة الإسلامية كل الحضارات التي كانت في الشرق وهيمنت عليها وصبغتها بصبغتها الربانية وأمدتها برونقها التوحيدي البديع.

وكانوا أحق بها وأهلها.

وكانوا أولى بها من أهلها.

وكان من فضائل ذلك أيضاً تحرير قضايا الفكر الإنساني (اللغة الأخلاق الشرائع الصنائع العلوم ... ) في وثائق مدونة بمعايير عالية الدقة، شارك فيها أفراد من كل تلك الأمم لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود.

اللهم اجمع على الخير قلوبنا ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ ولا تجعل للشيطان بيننا سبيلاً ولا أدنى من ذلك.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015