ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 صلى الله عليه وسلمug 2009, 05:36 م]ـ

خرج الشيخان (عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَطَبَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ

إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ وَهِيَ مِنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالْعَسَلِ وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ)

قال الحافظ في "شرحه" (قوله (والخمر ما خامر العقل)

أي غطاه أو خالطه فلم يتركه على حاله وهو من مجاز التشبيه، والعقل هو آلة التمييز فلذلك حرم ما غطاه أو غيره، لأن بذلك يزول الإدراك الذي طلبه الله من عباده ليقوموا بحقوقه)

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 صلى الله عليه وسلمug 2009, 10:38 م]ـ

أحسنتَ أحسن الله إليك ..

وهذا الحرف -عندي- مما غيرته الرواة فرووه بالمعنى فأدخلوا لسانهم في اللسان الأول، وهو من جنس تغييرهم لبيت عبدة بن الطبيب في قصيدته المفضلية:

فَخَامَر القلبَ مِن تَرْجيعِ ذِكْرَتِها ... رَسٌّ لطيفٌ وَرَهْنٌ منكَ مَكْبُولُ

فجعلوه في بعض رواياتهم كالتي في منتهى الطلب: فخامر العقل.

وكل ذلك شاذ لا يثبت،وهذا الكلام (أثر عمر ورواية بيت عبدة وبيت آخر للفرزدق) = مما لا يوثق بعربيته ثقة تصلح لإثبات هذا الحرف في الكلام العربي .. وهذا الباب من تحقيق الدلالات مما يغفل عنه فئام من الناس عجلة وحباً للاستكثار ..

ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[10 صلى الله عليه وسلمug 2009, 10:45 م]ـ

جزاكم الله خيرًا، ولم أتنبه إلى ما قلتم إلا اللحظة، وأود أن أعقب بما يأتي:

إنما قلت: والشافعي عربي يحتج بلغته؛ لما استفيض عنه ذلك، أما الهجوم على عربية الشافعي فقد سبقك إليه أقوام، ولكنك غلظت، والشافعي قد كان يرجع إليه أهل اللغة فالأصمعي يقول: (عرضت أشعار الهذليين على شاب بمكة يقال له محمد بن إدريس الشافعي)، ويقول أيضاً: (قرأت شعر الشنفرى على علامة بمكة يقال له محمد بن إدريس)،ويقول أيضاً: (فأنشدني لثلاثين شاعراً أساميهم عمرو)، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: (قرأ عليّ محمد بن إدريس الشافعي أشعار هذيل حفظاً).

وقد حكى السيوطي الاحتجاج بكلامه، ونقل عن الإمام أحمد بن حنبل قوله: (والشافعي عندنا حجة في اللغة)، ويقول المازني: (الشافعي عندنا حجة في النحو).<انظر ذلك في مناقب الشافعي للبيهقي 2/ 45،42، وانظر الاقتراح للسيوطي: 46 >.

وابن الحاجب يقول: (وهي لغة الشافعي كما يقولون لغة تميم)، وكذلك الرضي يعد كلام الشافعي لغة. <انظر شرح الشافية 3/ 88 >

وقال عنه القاسم بن سلام: (كان الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة أو هو من أهل اللغة).<آداب الشافعي للرازي: 137.>

وتميز رحمه الله بأسلوب أدبي سهل، فوصفه يونس بن عبد الأعلى بقوله: (كانت ألفاظه كأنها سكر)، ويقول عنه الجاحظ: (نظرت في كتب هؤلاء النبغة الذين نبغوا في العلم فلم أجد مثل المطلبي كأن فاه ينظم دراً إلى در). <مناقب الشافعي للبيهقي:2/ 52>.

وحينما انتقد الشافعي في بعض آرائه اللغوية دافع عنه كثير، وكان منهم الزمخشري - على اعتزاليته - وقال: (وكلام مثله من أعلام العلم وأئمة الشرع ورؤوس المجتهدين حقيق بالحمل على الصحة والسداد .... وكفى بكتابنا المترجم بكتاب <شافي العي من كلام الشافعي> شاهداً بأنه كان أعلى كعباً وأطول باعاً في علم كلام العرب من أن يخفى عليه مثل هذا).<الكشاف 1/ 479>

ويقول السبكي: (ومسألة الاحتجاج بمنطق الشافعي في اللغة، والاستشهاد بكلامه نظماً ونثراُ مما تدعو إليه الحاجة ولم أجد من أشبع القول فيه) <طبقات الشافعية 2/ 161 >، ويقول ثعلب: (إنما توحّد الشافعي باللغة؛ لأنه كان حاذقاً بها، فأما أبو حنيفة فلو عمل كل شيء ما عوتب؛ لأنه كان خارجاً من اللغة) <ومناقب الشافعي للبيهقي 2/ 52. ولا يفهم منه انتقاد أبي حنيفة رحمه الله، بل المقصود بيان مكانة الشافعي اللغوية وتفسيراً للانتقادات اللغوية عليه.>، إلى غير ذلك.

المقصود أن هناك استفاضة في حجية الشافعي، ومهما يك من أمر فإني أوردت العبارة ونص الشافعي إثباتًا لإطلاق القرية على المساكن، ولم يك دليلا مستقلا، بل تكفي الآيات القرآنية ({أَفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا} وقوله: "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية"

وقوله: "إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا" وقوله:"ادخلوا هذه القرية فكلوا منها") أهم أهل الأهل؟! أو أهل السكان؟!.

وعلى كل فإن إثبات المجاز = دفاع عن القرآن، وأساس للفهم الصحيح، فابن قتيبة (ت:276هـ). دافع عن القرآن بإقرار المجاز في لغة العرب حيث قال: " وأما الطاعنون على القرآن بالمجاز، فقد زعموا أنه كذب، لأن الجدار لا يريد، والقرية لا تُسأل، وهذا من أشنع جهالاتهم .... ".

والحديث في هذا يطول، لكني أود التنبيه على شيء مهم ذكره بعض المداخلين، وهو أن لفظ العقل والإباحة من كلام المولدين،وهذا فيه خلط، فإطلاق ألفاظ عربية على مفاهيم جديدة = هو من لغة العرب، وما أحسن عبارة أبي علي الفارسي (ما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم)، وأصدق منه القرآن؛ إذا وصفه الله بأنه بلسان عربي، وأين تجد في كلام العرب الصلاة والزكاة والحج والجهاد والإيمان والإخلاص والتقوى والإسلام والكفر والفقه، ونحو ذلك.

ولعل الإيجاز أبلغ، إذ يسبق التفصيل.

والله أعم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015