ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:52 م]ـ

مع فائق الاحترام للإخوة الأفاضل:

سؤال: ما الفائدة التي سوف نجنيها من معرفة اسم " نافخ الصور " وما الفرق إن كان اسرافيل او كان غيره؟ أليس البحث في مثل هذه المسائل " الغيبية " مما لا فائدة فيه؟

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:58 م]ـ

قال العلامة القرطبي في الجامع:

(والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام) اهـ.

أراك دندنت على الإجماع الذي نقله الحافظ عن الحليمي وسكت عليه، وأعرضت عن الإجماع القوي اللفظة الذي نقله العلامة القرطبي!!

يبدو لي أنك تريد أن تواصل هذا الأمر!!

في أمان الله تعالى.

ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[25 Feb 2009, 08:32 ص]ـ

الحمد لله

أمَّنَك الله وجعل الجنة مثواك آمين

شكرا على التواصل

الإجماع له مستند، وإثباته صعب، وقد أثبته الحليمي والقرطبي رحمهما الله، ولكن لا بد من معرفة مستند الإجماع!

يمكنني أن أنقل هنا عن جماعة كبيرة من المفسرين وشراح الأحاديث ومتون العقيدة وغيرها التي ذكرت أن إسرافيل هو صاحب القرن، وكثير منهم يذكرون أنه المشهور، وهو كذلك في الأمم السابقة، ولكن من أين أخذوه في شريعتنا، وأين وجدوه عن المعصوم، ويضعف نقل الإجماع في هذه المسألة الخاصة عدم وجود دليل يستند إليه من شرعنا.

خاصة أنه معارض -في الظاهر- بحديث علي أن إسرافيل شهد بدرا- فدل على أنه ليس صاحب الصور؛ لأن صاحب الصور ينتظر متى يؤمر بالنفخ شاخص بصره نحو العرش.

ولعلي لا أفيدك أن كثيرا من الإجماعات المنقولة لا تثبت، لأن الإجماع له مستند، وهذا أمر غيبي لا بد له من توقيف، فمن نقل الإجماع لا بد أن ينقل عن السلف الأول أنهم قالوا ذلك فنعلم أنهم قالوه عن توقيف، وسمعوه عن معصوم، ولكن الظاهر من نقل هذا الإجماع هو ذاك الاشتهار المذكور في كتب التفسير وشراح الأحاديث، وهذا لا تقوم به الحجة والله أعلم.

وقد وجدت كلاما للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود كتاب القراءات شريط رقم 281 عند شرحه لحديث عطية عن أبي سعيد الخدري في ذكر جبريل وميكائيل [وهو منزل كتابيا في برنامج الشاملة وقابلته بالمسموع وفي فرق طفيف] شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد -::::: وفي الحديث الآخر: عن أبي سعيد قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور، فقال: عن يمينه جبرائيل وعن يساره ميكائيل). وهذا حديث آخر، وصاحب الصور المراد به الذي ينفخ في الصور، وقد اشتهر بأنه إسرافيل، ولا نعلم حديثاً صحيحاً يدل على تسميته بذلك ولكنه مشهور، وذكره ابن كثير في تفسيره وقال: الصحيح أنه إسرافيل، وأن إسرافيل ينفخ في الصور، وذلك في سورة الأنعام عند قوله: قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَشرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد - (ج 22 / ص 424) يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الأنعام:73] لكن لم أقف على حديث في الصحيح يدل على التسمية، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوسل إلى الله عز وجل بربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)، فكان يتوسل إلى الله عز وجل بهؤلاء الأملاك الثلاثة. وقال بعض العلماء في سبب نصه على هؤلاء الملائكة الثلاثة: لأن كل واحد منهم موكل بنوع من أنواع الحياة، فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأبدان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به الحياة بعد الموت، فكان صلى الله عليه وسلم يتوسل لله بربوبيته لهؤلاء الأملاك الثلاثة لأنهم موكلون بأنواع الحياة: حياة القلوب، وحياة الأبدان، والحياة بعد الموت عند نفخة البعث التي يخرج الناس بها من القبور. وقيل: إن الذي يتولى ذلك هو إسرافيل وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68] نفخة الموت ونفخة البعث؛ لأن نفخة الموت إذا حصلت يموت من كان حياً، فيتساوى أول الخلق وآخرهم بالموت، ثم تحصل النفخة الثانية فيقوم الأولون والآخرون من قبورهم من لدن آدم إلى الذين قامت عليهم الساعة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول من ينشق عنه القبر، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) فقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول القبور انشقاقاً عن صاحبه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. [ثم سئل عما أورده صاحب عون المعبود] قال صاحب العون: وأخرج سعيد بن منصور و أحمد و الحاكم وصححه و البيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم (إسرافيل صاحب الصور، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وهو بينهما) كذا في الدر المنثور [وسأل عن إسناده هل هو مذكور فيه فأجيب بلا فقال]. لكن لا أدري عن صحته، لكن ابن كثير رحمه الله قال: في الصحيح، ولا أدري ما المقصود بالصحيح، وغالباً أنه عندما يذكر الصحيح يقصد الصحيحين أو أحدهما، وقد يراد به الحديث الصحيح، فيكون أعم من أن يكون في الصحيحين وفي غيرهما. اهـ المقصود من النقل

وكلام ابن كثير السابق تكلم فيه الشيخ الألباني رحمه الله في تخريجه للحديث ووهمه فيه.

وأما الحديث فهو نفسه حديث أبي سعيد هذا كما نقلناه من قبل، فهو ضعيف مثله لأجل عطية العوفي.

ولا أزال أواصل في هذا

والله أعلم

وجزاك الله خيرا

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015