وتقول أخي مصطفى: ((فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ... " بعث المسيح في هذا الحديث يفهم أنه ككل بعث نعلمه؛كما يبعث النائم أو المُغيب أو المُتوفى؛وهو ماقد يعنى أن الجسد فى الأرض؛ والنزول فى هذا الحديث لا يقتضى أنه نزول من السماء .. )) ونقول أخ مصطفى:

أولاً: إذن أنت تُقر بأنّ المسيح سينزل في المستقبل عند المنارة البيضاء، بغض النظر عن معنى النزول. وهذا يعني أنه سيبعث من بعد موت، لأنك تقول إن المسيح ابن مريم قد مات، وفي المقابل تقول إن الموتى لا يرجعون. فما هذا التناقض؟!! وحتى أساعدك بحل التناقض أقول لك: يَحل التناقض ميرزا غلام أحمد، فيأتي فيقول أنا المسيح والمسيح أنا، مت وولدت من جديد، ولم أبعث وبعثت. وبما أننا لا نريد أن ننزل وإياك إلى مستوى هبوط الميرزا وتخبطه وخبله فدعنا نعود لمناقشة المسألة.

ثانياً: إذا كان النزول ليس من السماء، فلماذا الأحاديث الكثيرة تتكلم عن النزول، أي أن العبارة لم تأت عرضاً بل هي مدار الأحاديث المتواترة. ثم ماذا يعني النزول بعد الرفع؟!

ثالثاً: استشهدتَ بحديث ولم تكمله، ثم أغمضت عن باقي الأحاديث، وإليك الحديث الذي فيه بعث ونزول: "فبينما هم كذلك إذ بعث الله عيسى ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه ينحدر منه جمان كاللؤلؤ .. ". لماذا يضع كفيه وهو ينزل على أجنحة ملَكين. وإذا فسرنا مَلَكين بمَلِكين فهل للملوك أجنحة؟! أم أن المقصود أجنحة طائرة تعود إلى الخطوط المَلَكية الأردنية مثلاً .. !! معذرة أخي مصطفى قصدت العجب من القاديانيين في تأويلهم للنصوص. فأرجو عدم المؤاخذة.

وتقول أخي مصطفى: ((والرفع لايقتضى أن الجسد فى السماء؛ فى قوله تعالي " وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا .. " الأعراف 176 يدل على معنى معنوي للرفع وليس رفعاً مادياً)) أقول أخي مصطفى: معلوم أن الألفاظ تحمل أكثر من معنى، ولكن سياق الكلام هو الذي يحدد المعنى، فعندما تقول:"جاء الأسد فقال"، نفهم أنه إنسان، وليس الحيوان المعروف. وهنا في موضوع رفع عيسى عليه السلام يحكم سياق الكلام، ثم إنّ الأحاديث المتواترة التي تتحدث عن النزول تؤكد المعنى المفهوم من السياق القرآني.

وتقول أخي مصطفى: ((والبعث فى آخر الزمان -من وجهة نظرى - يعنى أنه ليس فى البرزخ؛لأن من فى البرزخ سيبقى فيه إلى يوم البعث " ... وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى? يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) أقول أخي مصطفى:

أولاً: إذا لم يكن المسيح في البرزخ فأين هو؟! وأقبلُ منك كل إجابة إلا أن يكون ميرزا غلام أحمد، لأن هذه المسألة نعرفها تماماً وندرك سخافة مناقشتها. ونحن هنا في نقاش جاد.

ثانياً: أما الآية الكريمة فلنقرأها مع الآية التي تسبقها، لنفهم الآية على ضوء السياق:" "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ". نقول:

أولاً: عندما يصبح الموت حاضراً يتمنى المرء أن يعود للدنيا ليعمل صالحاً، والجواب معلوم لجميع أهل الأرض أنه لا رجعة لأن هناك حاجز يمنعهم من الرجوع. فهذا قانون الله في البشر، تماماً كقانون النار تحرق والماء يستطرق، ولكن إبراهيم عليه السلام لم يحترق، والماء لم يستطرق عندما شق موسى عليه السلام البحر. و إليك للتذكير الآيات التي تُصرّح بالمعجزة التي تأتي على خلاف القانون:

أ. كان المسيح عليه السلام ـــ كما نص القرآن الكريم ـــ يُحيي ويُخرج الموتى بإذن الله تعالى.

ب. قصة العزير الواردة في سورة البقرة: "أو كالذي مر على قرية .... فأماته الله مائة عام ثم بعثه ... ". بل تمّ إحياء الحمار أيضاً.

ج. عندما طلب بنو إسرائيل رؤية الله عز وجل:"فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون".

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015