ووصف إبراهيم عليه السلام بأنه شاكر؛ في قوله تعالى: (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل.

وفي عموم من يلتزم بشرع الله تعالى؛ في قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) الإنسان.

فثبات الألف هو تمييز لشكر الله عن شكر غيره، فشكرع عطاء وشكر غيره عبادة أو ثناء، وتمييز شكر إبراهيم عليه السلام عن شكر البشر بما ابتلاه الله تعالى بكلماته اللاتي أتمهن؛ فنال المنزلة التي جعله الله فيها إمامًا للناس، واتخاذ الله له خليلا، وبيان الهداية للناس لرفع منزلتهم بدوام شكرهم لله؛ وهناك الشاكر للناس وليس لله.

3. غالب: وصف الله تعالى نفسه بأنه الغالب في قوله تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) يوسف.

وقد يكون هناك من يغلب غيره فيكون غالبًا له؛ لكن يأتي من يغلبه فيكون هذا الغالب أعلى منه منزلة ودرجة وأكثر قوة؛ لذلك جاء نفي في آيتين تاليتين لوجود غالبًا له الدرجة العليا؛

في الأولى: كلام نسبه الله تعالى لنفسه وهو صادق فيه؛ فقال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ (160) آل عمران.

وفي الثانية كلام نسبه الله للشيطان وكان الشيطان كاذبًا فيه؛ فقال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) الأنفال.

وصف الله تعالى لنفسه بأنه غالب على أمره؛ متميزًا بهذه الغلبة، أي أن أمره قائم وغالب لكل ما يعترضه، ولا يقدر أحد على إبطاله.

هذه الأسماء العشرة قد أثبتت فيها الألف؛ لبيان وجود من يحملها غير الله تعالى، وعلو منزلة الله تعالى عن منازلهم في حملها.

وقد كان الحذف في القسم الأول، والإثبات في القسم الثاني، مبنيًا على ما دل عليه الواقع؛ فهناك صفات لا يحملها إلا الله تعالى فحذفت فيها الألف، وصفات يحملها الله تعالى وغير الله؛ فكان لا بد من بيان مكانة الله تعالى وعلو منزلته في هذه الصفات، وعدم تساويه معهم فيها، فأثبتت الألف؛ فكأن الرسم جاء متتمًا لما يتلى؛ فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له.

فقد وصلنا التبليغ بالقرآن المرتل، تلاوة ورسمًا، وبالحديث غير المرتل. فتم شرع الله تعالى.

والله تعالى أعلم.

أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي.

ـ[محمد الماجد]ــــــــ[05 Sep 2008, 04:48 م]ـ

بورك فيك

ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:23 م]ـ

أما إني لأستفيد منك وأتعلم

بارك الله فيك وجزاك خيرا ولا يثبطنك مثبط كائنا من كان

فعلمك الجديد فضل وفتح أوتيته فاحمد الله وتابع

وبارك الله فيكم وفي مروركم

وجزاكم الله بكل خير

وزادكم الله من فضله

ويسر الله لنا ولكم من علمه وإحسانه

ولله الحمد والمنة

ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:28 م]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

بارك الله فيك أستاذي على هذه الدرر ... و هذه المعاني و الأسرار التي فتح الله عليك و لك فيها ... و هو الفتاح العليم.

و هذه قاعدة سأكتبها بماء الذهب (و التذهيب من هواياتي):

{فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له}.

و لله الحمد و له الشكر. و له الأمر من قبل و من بعد

بارك الله فيك يا أخي

وأحسن الله إليك

{اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5)} العلق

ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:32 م]ـ

بورك فيك

وبارك الله فيك

وجزاك الله بكل خير

ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:32 م]ـ

زادك الله من علمه وفتح لك من أسرار معرفته واستعملك ولا يستبدلك وجعلنا ممن ينتفع بما علمك! آمين

ـ[العرابلي]ــــــــ[21 Sep 2008, 01:40 م]ـ

زادك الله من علمه وفتح لك من أسرار معرفته واستعملك ولا يستبدلك وجعلنا ممن ينتفع بما علمك! آمين

أحسن الله إليك يا أخي الكريم

وجزاك الله تعالى بكل خير وفضل وإحسان

ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[21 Sep 2008, 03:43 م]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

سلامي و تحياتي لأستاذي أبومسلم عبد المجيد العرابلي.

المرجو منكم سيدي النظر في مشاركتي الأخيرة بملف {الطلح المنضود ... }، و سؤالي عن معاني حروف و إسم {رفرف} و {رفيف}.

تقبل الله منكم و جزاكم خير الجزاء و أوفره.

ـ[العرابلي]ــــــــ[21 Sep 2008, 06:08 م]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

سلامي و تحياتي لأستاذي أبومسلم عبد المجيد العرابلي.

المرجو منكم سيدي النظر في مشاركتي الأخيرة بملف {الطلح المنضود ... }، و سؤالي عن معاني حروف و إسم {رفرف} و {رفيف}.

تقبل الله منكم و جزاكم خير الجزاء و أوفره.

أخي الكريم

كنت في العمرة ونسأل الله تعالى ان يتقبلها منا

ووصلت البارحة

فأرجو المعذرة

وجزاكم الله بكل خير

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015