أما الطريق الثاني: ففيه محمد بن أحمد بن تميم، قال ابن أبي الفوارس: فيه لين، وفيه الحسين بن فهم، قال الدارقطني: ليس بالقويّ، ووثقه الخطيب البغدادي، وفيه الأعمش عن مجاهد، وهو لم يسمع منه الا أحاديث يسيرة قال فيها: سمعتُ، وهنا لم يقل سمعتُ، فهذه ثلاث علل في الطريق الثاني، وأما اسناد حديث جابر – لأنه قال أحدهما عن ابن عباس من طريقين صحيحين وبيّناهما، قال: والآخر عن جابر بن عبد الله، واما إسناد حديث جابر ففيه: أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، قال ابن عديّ: كان يضع الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن عبد الرزاق والثقات الأوابد والطامات، فبالله عليكم من يقول بعد ذلك: أخرجه الحاكم بإسنادين صحيحين.. كذاب أم لا؟؟ .

* مراجعة رقم 48 ص 395:

قال الموسوي: قوله صلى الله عليه وسلم يوم عرفات: (عليّ مني وأنا من عليّ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو عليّ) وقال مخرجا له: أخرجه ابن ماجه، والترمذي، والنسائيّ، وقد أخرجه أحمد من حديث حبشي بن جنادة بطرق متعددة كلها صحيحة ثم قال: ومن راجع هذا الحديث في مسند أحمد علم أن صدوره إنما كان في حجة الوداع (..) .

قلت: كلامه هذا كعادته فيه عدة أكاذيب ومغالطات وهي كما يأتي:

أولا: قوله: (يوم عرفات) لم يرد في أي رواية من هذه الروايات، فهذه من عنده.

ثانيا: قوله (....) وهو من رواية الرازي وهو ضعيف، وقد ذكره ابن عساكر.

ثالثا: قوله (من راجع هذا الحديث في مسند أحمد) فيه تدليس وتمويه، لأنه ليس في المسند ذكر حجة الوداع.

رابعا: قوله (بطرق متعددة) كذب كالعادة!! فالحديث ليس به الا طريق واحد، وهو طريق السبيعيّ عن حبشيّ.

خامسا: قوله: (كلها صحيحة) كذب أيضا!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015