فالمدخل إلى هذه المسلمات في الدين الصحيح هو الإيمان بالله والتعرف على صفاته التي لا يشاركه فيها أحد، وفي مقدمتها أنه هو الخالق وأنه على كل شيء قدير، والإيمان بالرسول المرسل - صلى الله عليه وسلم - وصدقه وأمانته (?) ، والإيمان بأن ما يخبر به عن ربه وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكل هذه يدعى العقل دعوة صريحة إلى التفكير فيها، والتأكد منها قبل الإيمان بها، وخذ مثالاً على ذلك ما جاء في كتاب الله من خطاب للقوم المدعوين للإسلام: (أفمن يخلق كمن لا يخلق؟ أفلا تذكرون؟) (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات. إيتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه. بل الظالمون في ضلال مبين) (قل إنما أعظكم بواحدة. أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا. ما بصاحبكم من جنة) (لو كان فيهما آلهة إلا لفسدتا..) (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله. إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون) (أفلا يتدبرون القرآن. ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) .

فإذا آمن الإنسان – وهو مدعو للتفكر والتدبر وإعمال العقل ليؤمن- بأن الله هو الخالق وهو على كل شيء قدير، وآمن بصدق الرسول المرسل - صلى الله عليه وسلم -، وآمن بأن ما يخبر به الرسول عن ربه وحي لا شبهة فيه، فقد أخبره الوحي بأمور لا سبيل للعقل أن يصل إليها من تلقاء نفسه لأنها ليست مما يقع في محيط رؤيته ولا تجربته، وطلب منه التسليم بها لأنها آتية من المصدر الحق الذي آمن بصدقه وصدق كل ما يجئ من عنده. وهي في الوقت نفسه لا يملك العقل دليلاً حقيقياً ينفيها.. فوجب عليه أن يسلم بها وقد آمن بمقدماتها التي توصله إلى التسليم بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015