وسل عنه جند الروم ماذا أصابهم ... وما بالهم أضحوا طعام القشاعم

وسل عنه خنوراً من حل سوحها ... وماذا دهاهم من سيول صوارم

وإن بني ثاني على البعد والنوى ... لبيت فخار ويك سامي الدعائم

أياديهم مشكورة لذوي العلى ... وأيامهم مشهورة في المواسم

أبا فهد يا فخر من سكن الفلا ... ويا عز أصحاب القرى والأعاجم

لكم عندنا أيد جزيل نوالها ... وإن علينا الشكر ضربة لازم

وما عندنا شيء يكافئ حقها ... سوى در نثر أو لآلئ ناظم

فلا زلت يا شمس السماحة والعلى ... بعز على مر الجديدين دائم

وكان لك الباري معيناً مساعداً ... لتنصف أهل الحق من كل ظالم

وله على الله عنه يمدح السيد طالب النقيب، وهي طويلة جداً فاختصرت بعضها وهي من غرر القصائد وفائق الشعر:

فؤادي إثر الظاعنين عميد ... وصبري إذا جد المسير فقيد

وشوقي إلى نجد وأطلال رامة ... سقتها الغوادي يا هذيم شديد

وإن غرامي باللوى وظبائه ... وسكان سلع ما عليه مزيد

تريد شجوني ما أضاءت بذي الغضا ... بروق وحنت بالعقيق رعود

ويسفح دمعي ما جرى الخفيف من منى ... فبحر دموعي وافر ومديد

ألا يا لقومي للصبابة والأسى ... فهل من مجير إنني لوحيد

عدمتكم هبوا لإسعاف مغرم ... به بين أفلاذ الضلوع وقود

أيهنيكم أن يحمل الضيم جانبي ... وأنتم على لين الوطاء رقود

تبيت فتاة الحي تردع همتي ... وتزعم أني في اللقاء شرود

اذاً لا نمتني من تميم كرامها ... ولا نجحت لي في العلاء جدود

بل إنني في مأزق الحرب فارس ... تحطم من فتكي ظبى وبنود

وإني في الهيجاء مسعر نارها ... وليث شراها إذ تذل أسود

وما ملكت مني القياد كماتها ... ولكن سبتني بالكريهة خود

وقيدني في ربقة الأسر حبها ... وللصب في أسر الغرام قيود

فما عشت لا أنسى ليال تصرمت ... بربع زرود لا جدبت زرود

وساعات أنس قد بلغت بها المنى ... إذ العيش غض والرقيب بعيد

وقد نسجت أيدي الربيع مطارفاً ... تفتح من أكمامهن ورود

فاضحك ثغر الأقحوان بأدمع ... بها أعين الغيث الملث تجود

ورصع في روض الشقائق أنجماً ... ولاح على عطف الشقيق برود

وإذ أشرقت نار المجوس بأكؤس ... لدنها الندامى ركع وسجود

شمول إذا ما مسها المزج أبرزت ... فقاقع تحكي الدر وهو نضيد

مشعشعة يعشي العيون سناؤها ... لها في العصور السالفات عهود

تطوف بها ريا الخلخل ناهد ... مهفهفة غرثى الوشاح ميود

بعيدة مهوى القرط لمياء ناعس ... تقد الحشا منها نواظر سود

تأرج من أردانها المسك فائحاً ... وضرج منها بالدماء خدود

تصول علينا والسيوف لواحظ ... وتفتك فينا والرماح قدود

وتبسم عن در نضيد وحبذا ... إذا لاح منها برقع وعقود

اما وبدور اشرقت وهي أوجه ... وسود ليال طلن وهي جعود

وأغصان بان تنثني في غلائل ... وسمر رماح فوقهن برود

لقد رقرق الدمع الهتون بمحجري ... شهيد غرام بالدمى وصدود

ولم ألف من عون سوى الشهم طالب ... وحسبي بمن فيه الكرام تسود

رفيع الذرى ليث الشرى عمت الورى ... مكارم منه يا هذيم وجود

فتى لا يراع المستظل بظله ... وعيش الموالي في حماه رغيد

وقرم إذا هز اليراع بكفه ... تسيل نفوس أو تسير جنود

وندب إذا ما أعطل الأمر حله ... بعزم به شم الجبال تميد

ومنهل جود أمه الناس فانثنوا ... لهم صدر من فيضه وورود

وسائس ملك في الرياسة معرق ... يدل بني السادات كيف تسود

وذو رتبة قعساء أما عروقها ... فتزهو وأما ظلها فمديد

وشهم دعا العليا فلبت كأنما ... عليها من العهد القديم عهود

وحاز فخاراً من طريف وتالد ... وما الفخر إلا طارف وتليد

فما سيفه المشهور إلا كبارق ... له فوق هام المعتدين رعود

وما ربعه المعمور إلا مرابع ... إذا سار وفد حل فيه وفود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015